شوف تشوف

الرئيسيةحوادثمجتمعمدن

تفاصيل حول سفاح سوس الذي قتل فرنسية بتزنيت وحاول قتل بلجيكية بأكادير

 

مقالات ذات صلة

 

«مول الشاقور» خضع للاستشفاء من مرض عقلي وحاول الانتحار في 2012

 

الأخبار

علم، لدى مصادر أمنية، أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن أكادير تواصل، بتنسيق مع المصالح المختصة بالمديرية العامة للأمن الوطني، البحث في ملابسات الهجوم المسلح الخطير الذي تعرضت له سائحتان أجنبيتان بكل من أكادير وتزنيت، على يد ثلاثيني، والذي انتهى بمصرع إحداهما وإرسال الأخرى إلى مستعجلات المستشفى الجهوي بأكادير، حيث خضعت لتدخلات طبية مستعجلة تكللت بالنجاح حسب مصادر رسمية من أكادير.

سيناريو السبت الأسود بولاية أكادير، استهله المتهم الثلاثيني بتوجيه طعنة قاتلة بواسطة «شاقور» لسائحة أجنبية تحمل الجنسية الفرنسية تبلغ من العمر 79 سنة، معلنا عن مصرعها على الفور، قبل أن يحط الرحال بأكادير، مخلفا وراءه استنفارا كبيرا بمدينة تزنيت، محاولا ارتكاب جريمة قتل ثانية استهدفت أيضا سائحة أجنبية في الثلاثينات من عمرها، حيث فاجأها بالأسلوب الإجرامي نفسه وانهال عليها بالساطور الذي كان يتحوز به ويخفيه في قفة بلاستيكية، قبل أن يتم إيقافه من طرف عناصر القوات المساعدة ومواطنين بعد مطاردته بالشريط الساحلي، حيث حاول الفرار، ربما إلى مدينة أخرى بولاية أكادير من أجل استهداف ضحايا آخرين.

وكانت فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة تيزنيت فتحت بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مباشرة بعد ارتكاب المتهم للجريمة، زوال أول أمس السبت، وذلك لإيقاف المشتبه فيه المتورط في تعريض مواطنة أجنبية للضرب والجرح المفضي إلى الموت باستعمال السلاح الأبيض، قبل أن تتفاجأ السلطات الترابية والأمنية خصوصا التي حضر كبار مسؤوليها إلى مدينة تيزنيت للإشراف على الأبحاث وإيقاف المتهم، بأن هذا الأخير انتقل إلى أكادير محاولا تنفيذ جرائم قتل مماثلة، حيث استهدف مواطنة بلجيكية مقيمة بالمغرب كانت تحتسي كوب شاي بمقهى بالشريط الساحلي رفقة أصدقائها.

وتشير المعطيات الأولية للبحث إلى قيام المشتبه فيه بتعريض الضحية لاعتداء جسدي مفض للموت باستعمال أداة حادة أثناء وجودها داخل السوق البلدي لمدينة تيزنيت، وذلك لأسباب ودوافع تعكف حاليا الأبحاث المتواصلة من أجل تحديدها والكشف عنها، مع ترجيح فرضية الاعتداء بغرض السرقة في هذه المرحلة من البحث.

ومكنت الأبحاث والتحريات المكثفة التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية، والتي انصبت على مراجعة كاميرات المراقبة بمحيط مسرح الجريمة، وإفادات الشهود، (مكنت) من توثيق صورة المشتبه فيه الذي تبين حيازته لسلاح أبيض يحتمل في كونه السلاح المستخدم في تنفيذ هذه الجريمة.

كما أسفرت عمليات التنقيط المنجزة عن تشخيص هوية الضحية، وهي مواطنة من جنسية فرنسية، تبلغ من العمر 79 سنة وتقيم بأحد المخيمات القريبة من مدينة تيزنيت، وقد تم إيداع جثتها المستشفى رهن التشريح الطبي.

مسار البحث والاستنفار الكبير الذي خلفته واقعة مقتل السائحة السبعينية  بتزنيت، سينتقل مباشرة إلى مدينة أكادير، بعد إيقاف المتهم وهو بصدد محاولة ارتكاب جريمة قتل ثانية، حيث تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن أكادير من إيقاف المتهم الذي كشفت عملية تنقيطه أنه يبلغ من العمر 31 سنة، بدون سوابق قضائية، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جريمة القتل العمد ومحاولة القتل العمد التي كانت ضحيتها مواطنتان أجنبيتان بكل من تيزنيت وأكادير.

وذكرت المديرية العامة للأمن الوطني، في بلاغ تطرق لتفاصيل الواقعتين، أن المشتبه فيه كان قد رصدته كاميرا محل تجاري بالسوق البلدي بتزنيت وهو يعرض مواطنة أجنبية لاعتداء جسدي مفض للموت بواسطة السلاح الأبيض، قبل أن يلوذ بالفرار ويتم إيقافه بمدينة أكادير بعدما حاول ارتكاب اعتداءات جسدية في حق زبائن مقهى بالشريط الساحلي، من بينهم ضحية من جنسية بلجيكية تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.

وأضاف المصدر ذاته أن إجراءات التحقق من الهوية والتنقيط بقواعد البيانات الأمنية ومراجعة السجلات الطبية كشفت أن المشتبه فيه سبق إيداعه جناح الأمراض العقلية بمستشفى الحسن الأول بتزنيت، لمدة شهر ابتداء من تاريخ 25 شتنبر إلى غاية 25 أكتوبر 2021، وذلك بموجب أمر تسخير صادر عن السلطة المحلية.

وخلص بلاغ المديرية العامة إلى أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن الملابسات والدوافع والخلفيات الحقيقية التي كانت وراء ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.

ووفق معطيات رسمية توصلت بها «الأخبار»، فإن مجريات الأبحاث التي تجريها مصالح الشرطة القضائية بخصوص جريمة القتل العمد ومحاولة القتل في حق مواطنتين أجنبيتين بكل من مدينة أكادير وتزنيت، شملت بالخصوص مراجعة الملف الطبي للمشتبه فيه والتدقيق في مختلف محتوياته، حيث أظهرت أن مرتكب هذه الجريمة يخضع، ومنذ مدة طويلة، لمتابعة طبية تحت إشراف أخصائي في الأمراض العقلية بالمستشفى الجهوي بمدينة تيزنيت، وهي المعطيات ذاتها التي زكتها بشكل كامل مخرجات الأبحاث الأولية المؤكدة لخضوع المشتبه فيه لعدد من العلاجات بالمؤسسة الصحية نفسها خلال محطات مختلفة، كان آخرها خلال شهري شتنبر وأكتوبر من السنة الماضية، وذلك بعد دخوله في حالة نوبة عصبية حادة، تسبب على إثرها في إلحاق خسائر مادية بمدخل فندق بمدينة تيزنيت، قبل أن يتم ضبطه من قبل السلطات المختصة وإيداعه رهن الاستشفاء العقلي.

وارتباطا بالسياق نفسه، أكدت مصادر على اطلاع بالبحث أن عمليات التفتيش المنجزة بمنزل عائلة المشتبه فيه بمنطقة «بويزكارن» ضواحي مدينة كلميم، مكنت من حجز عدة أدلة ومؤشرات مساعدة في البحث، من بينها علب أقراص طبية وعقاقير توصف ضمن العلاجات النفسية، تتضمن على الخصوص مضادات الاكتئاب ومهدئات عصبية قوية.

كما تشير المعطيات المتوفرة نفسها، خلال هذه المرحلة من البحث، إلى ارتكاب المشتبه فيه لمحاولة انتحار فاشلة بمنزل والديه خلال سنة 2012، وذلك بسبب دخوله في حالة نفسية حادة، حسب ما هو موثق في السجلات الطبية والإدارية التي توثق لهذه المرحلة الزمنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى