النعمان اليعلاوي
أثار قرار للحكومة بتعليق الرحلات الجوية من وإلى ألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة اعتبارا من أول أمس الأربعاء بناء على متابعة الحالة الوبائية العالمية، حالة ارتباك كبيرة في صفوف أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج وعدد من الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم الجامعية بتلك البلدان الثلاثة، حيث تفاجأ عدد من المغاربة بإلغاء رحلاتهم الجوية التي كانت مبرمجة خلال هذا الأسبوع، واستنكر عدد من الطلبة المغاربة بألمانيا ما قالوا إنها «فجائية» القرار، على اعتبار أنه صدر في وقد ضيق لم تمنحهم الفرصة لإعادة برمجة رحلات أخرى عبر دول أوربية لم يتم تعليق الرحلات إليها، وقال الطلبة عبر صفحات خاصة بموقع التواصل الاجتماعي إن «قرار تعليق الرحلات الجوية إلى البلدان الثلاثة جاء بشكل مفاجئ ويتزامن مع فترة التسجيل بالمعاهد والجامعات الألمانية وبريطانيا، وهو ما يهدد المسار التكويني للطلبة المغاربة بتلك البلدان».
وفي السياق ذاته، أعلنت الخطوط المغربية أنه سيسمح بتغيير تذاكر الرحلات الجوية بين المغرب والدول الثلاث مجانًا و بدون رسوم، حتى 15 دجنبر 2021 إلى نفس الوجهة أو غيرها، كما يمكنهم استرجاع المبلغ سواء عبر قسيمة سفر أو عبر استرجاعه نقدا، وأفادت مصادر مطلعة أن قرار تعليق المغرب الرحلات الجوية مع الدول الثلاث المذكورة جاء بعد رصد تطور وبائي مقلق لفيروس «كورونا» في هذه البلدان، وأضافت المصادر نفسها أن هذا القرار المغربي جاء كخطوة استباقية خشية تكرار سيناريو تدهور الوضع الوبائي في روسيا وبهذه الدول.
وكان المغرب قبل قرار تعليق الرحلات الجوية إلى ألمانيا وبريطانيا وهولندا، علق مؤقتا الحركة الجوية المباشرة التي تربطه بروسيا، منذ 5 أكتوبر الجاري، حيث سجلت روسيا عددا قياسيا جديدا للوفيات المرتبطة بفيروس كورونا خلال الأيام الماضية، حسب تقرير رسمي صدر قبل اجتماع برئاسة فلاديمير بوتين الذي قرر عطلة رسمية لأسبوع في روسيا بعد هذه الارتفاعات القياسية في أعداد ضحايا كورونا، كما رصد علماء بريطانيون سلالة جديدة من المتحور «دلتا» لفيروس كورونا تسبب عددا متزايدا من الإصابات، ويعد النوع «دلتا» المتحور السائد في المملكة المتحدة، بيد أن أحدث البيانات الرسمية تشير إلى أن ستة في المائة من حالات الإصابة بكوفيد متسلسلة وراثيا من نوع جديد، ويضم النوع «إيه واي.2.4»، الذي يسميه البعض «دلتا بلس»، تحورات قد تساعد الفيروس في البقاء، ويخضع الأمر حاليا لاختبارات تهدف إلى فهم حجم التهديد الذي قد يشكله هذا المتحور.