شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

تعرض لاعبو الرجاء للرشق بقطع نقدية في الجزائر وعنف داخل الملعب فغادرنا وهران مباشرة بعد انتهاء المباراة

مانسيناكش خالد مسالك (مدافع الرجاء سابقا)

حسن البصري

كيف تم حل مشكلة شارة العمادة؟

تفهم المدرب رابح سعدان المشكل وتنازل فتحي جمال عن العمادة التي عادت لقيدوم الفريق آنذاك حسن موحيد، وعقد اجتماع تقني صباح يوم المباراة حيث تحدث المدرب عن صعوبة المواجهة والضغط الذي يشعر به كمدرب جزائري سيكون في مواجهة جمهور بلده. فعلا لقد بكى سعدان بحرقة، لم يشعر، وهو يطلب منا إهداءه الكأس القارية الأغلى، حتى انسابت دموعه ودخل في نوبة بكاء. كان هذا المشهد كافيا لنعرف حجم الضغط الذي يشعر به المدرب، خاصة بعد أن تحدثت بعض الأخبار، لا أدري إذا كانت صحيحة أم لا، عن هجوم على بيت المدرب وتهديدات طالت عائلته، وحتى الهتافات التي سمعناها قبالة الفندق كانت تستهدف سعدان.

عقد اللاعبون بدورهم اجتماعا في ما بينهم، ماذا دار فيه؟

فعلا عقدنا اجتماعا في غرفة أحد اللاعبين بالفندق، تناول الكلمة العميد حسن موحيد وقال للاعبين إن مثل هذه المباريات تتطلب اللاعب الجاهز بنسبة كبيرة، وكل من يشعر بالخوف عليه أن يعلن انسحابه من التشكيلة. هذه مباراة رجال يدافعون عن الرجاء وعن سمعة الوطن.

كيف تدبر المدرب مشكل الغيابات؟

كان مشكل الغيابات حاضرا بقوة، وكان من أبرز الغائبين الحمراوي والصديقي، والتيجاني والحارس أيت صالح والزراف، لهذا انشغل الطاقم التقني المكون من سعدان وحمان وبوشتة على إعداد البدلاء، حيث تم الاعتماد على مصطفى خاليف في مركز مدافع أيمن والحارس مندون في المرمى، حيث سيكون له فضل كبير في التتويج، لو لعبنا مباراة الإياب بتشكيلتنا الاعتيادية لتحقق الفوز قبل بلوغ ضربات الترجيح.

انهزم الرجاء خلال الوقت الأصلي بهدف من ضربة جزاء وبدا الفريق الوهراني قويا، هل توقعت الهزيمة وأنت تخوض المباراة؟

أولا هذا نهائي دوري أبطال إفريقيا، ونلعبه في وهران أمام حضور جماهيري كبير للجزائريين. كنا ندافع عن سبق صغير، والحكم أعلن ضربة جزاء لمولودية وهران سجل منها الفريق المضيف هدفا جعلنا متعادلين ذهابا وإيابا، لكننا ضيعنا الفوز حين انفرد فتحي جمال بالحارس ومن فرص أخرى. أتذكر المدرب رابح سعدان حين تأسف على الكرة التي أضاعها فتحي جمال، لكنه قال «دار فيها الله خير» ولو سجلها كان يستحيل أن نتمم المباراة أو نغادر الملعب. وحين أحكمنا السيطرة على المباراة مارس الوهرانيون العنف، وكاد اللاعب القدميري أن يفقد ساقه لولا الألطاف الربانية. المهم أن الفوز تحقق بضربات الجزاء، حيث سجل كل من القدميري ومديح، وساليف وخاليف، بينما تصدى الحارس حسن مندون لضربة جزاء للنجم الجزائري بلومي، فكانت الكأس من نصيبنا.

كيف كان موقف الجمهور الجزائري بعد خسارة اللقب في وهران؟

ضربونا بقطع نقدية معدنية انهالت علينا، وكدت أتعرض للكسر على مستوى الأصبع، لأنني كنت الأقرب إلى الجمهور الجزائري، ناهيك عن العنف الذي مارسه اللاعبون في فترات من المباراة، والتي جعلت الطاقم الطبي يتدخل في أكثر من مناسبة، واسمح لي أن أترحم، بهذه المناسبة، على العديد من الوجوه التي شاركت في تلك المباراة لكن الموت اختطفها، أذكر الحارس حسن مندون الذي مات في الولايات المتحدة الأمريكية، والمدرب المساعد حمان جرير الذي مات بدوره في أمريكا، وطبيب الفريق، الدكتور العسري، ثم رئيس البعثة الرجاوية، عبد العزيز المسيوي، الذي كان يغمرنا بنصائحه.

ماذا بعد التتويج؟

لم نعد إلى الفندق الذي كنا نقيم فيه بمدينة وهران، بل أخذنا الطائرة صوب الجزائر العاصمة، وفق ما خطط له رئيس البعثة، الذي كان في اتصال يومي مع عبد اللطيف السملالي، وزير الرياضة. غادرنا من الملعب إلى المطار حتى لا يحصل مكروه للبعثة الرجاوية.

كان تغيير الملعب في صالح الرجاء عكس ما توقع مسؤولو الفريق..

هناك ثلاثة عوامل وراء إحراز هذا اللقب، جهود اللاعبين واستماتتهم من أجل تحقيق لقب من قلب الجزائر، والعمل التكتيكي لسعدان، في ظل غياب لاعبين أساسيين عن المباراة النهائية، ولكن هناك عامل آخر وهو تغيير ملعب المباراة النهائية في آخر لحظة، حيث كان مقررا إجراء النهائي في ملعب الفريق الوهراني، ملعب «بوعقل»، ونقله إلى ملعب «أحمد زبانا»، ما دفع مسؤولي الرجاء للاحتجاج على «الكاف»، لكنهم لم يعلموا أن التغيير في صالحنا لأن مولودية وهران كان يجيد اللعب في معقله وحين غيره بدا وكأننا نلعب في ملعب محايد.

هذا لا ينقص من قيمة مولودية وهران..

طبعا لأن فريق مولودية وهران، لموسم 1988/1989، صال وجال في القارة السمراء باسطا سيطرته كواحد من أفضل الفرق الإفريقية. تشكيلة المولودية، حينها، كانت بمثابة منتخب وطني نظرا لاحتوائها على العديد من الدوليين، على غرار بلومي، شريف الوزاني، بن حليمة وماروك القادم من فرنسا، ناهيك عن فوسي، بلعطوي وغيرهم من نجوم الكرة الجزائرية، تحت قيادة طاقم تقني يقوده عمار رويعي. من خلال تتبعنا لمشوار الفريق في التصفيات سنجد أنه أقصى الاتحاد الليبي والترجي التونسي، ولعب المباريات الإقصائية في ملعبه. كان فريق المولودية حاضرا محليا وقاريا، يلعب كرة جميلة هزمت أعتد فرق القارة السمراء، لكنه اصطدم، لسوء حظه، بالرجاء وكنا في أعلى مستوياتنا.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى