استنكار كبير بسبب لجوء مترشحين للغش في مباراة توظيف الأساتذة
انتشرت منذ الدقائق الأولى لانطلاق الاختبار الكتابي لمباراة توظيف المدرسين، يوم السبت الماضي، مئات الصور لمحادثات وتسجيلات وفيديوهات تبادلها بعض المترشحين لهذه المباراة. لتنطلق موجة غضب عارمة بسبب المستوى الذي وصل إليه بعض هؤلاء المترشحين، الذين طلب البعض منهم «مساعدات» لكتابة كلمات باللغتين الفرنسية والعربية، وآخرون طلبوا مساعدات في العلوم والرياضيات، مستعينين بتطبيقات التراسل الفوري. ما حدث يسائل مسؤولية الوزارة بخصوص تأمين مراقبين غير متساهلين، كما يسائل الشكل الذي وضعت به هذه الاختبارات التي شجعت بشكل واضح بعض المترشحين على الغش.
المصطفى مورادي
مثلما يحدث في امتحانات الباكلوريا، شهدت مباراة توظيف 17 ألف إطار تربوي وإداري موجة تسريبات غير مسبوقة منذ الدقائق الأولى لانطلاقها. حيث عجت مجموعات التطبيقات الرقمية وكذا مجموعات في موقع “فابسوك” بمئات الصور لمحادثات فضلا عن تسجيلات وفيديوهات تبادلها المترشحون في ما بينهم، أو مع أشخاص خارج مراكز اجتياز المباراة.
التكنولوجيا في خدمة الغش
في تفصيل بعض هذه المحادثات، نجد مترشحين بأسماء مستعارة يطلبون فيها مساعدات. منهم من يطلبون أجوبة لأسئلة الرياضيات وآخرون لأسئلة العلوم. وتبقى حالة مترشحة تطلب الإجابة عن كيفية كتابة كلمة عربية هي «ملائمة» (بالكسرة)، لكون واضعي الاختبار أعطوها أربعة اختيارات لكتابة الهمزة في هذه الكلمة. إحداها على السطر وثانية على الألف وثالثة على الواو ورابعة على الياء. (تبقى) الحالة الأكثر إثارة للتعليقات من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
المثير في موجة الغش التي اجتاحت هذه المباراة، حسب مئات التعليقات المستنكرة، هو اللغة التي تخاطب بها المترشحون، كحالة مترشحة طلبت إجابات تهم اللغة العربية باستعمال الدارجة وحروف لاتينية. وأيضا لكون بعض المترشحين لا يطلبون أجوبة تتعلق بأسئلة محدودة، بل يطلبون كل أجوبة التخصصات التي يختبرون فيها. فتجد من يطلب كل أسئلة الرياضيات أو كل أسئلة العلوم أو كل أسئلة الفرنسية.
انتشار الغش في هذه المباراة ساهم فيه انتشار تطبيقات التواصل التي يبدو أن المترشحين تعمدوا استغلالها لهذا الغرض، بدليل، حسب ملاحظين، أن أغلب المراسلات تمت بأسماء مستعارة، ما يعني أن نية الغش كانت حاضرة لدى هؤلاء المترشحين قبل ولوجهم قاعات مراكز المباراة.
الملاحظ أن كل المحادثات التي تم تصويرها أو تسجيلها تتم داخل مجموعات أنشئت سلفا، بمعنى أن الأمر يتعلق بشبكات منظمة لا يستبعد أن تكون متحكما فيها من خارج قاعات الاختبارات.
مسؤولية من؟
كثيرة هي التعليقات التي أدلى بها بعض الأساتذة والباحثين النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي. منهم من حمل المسؤولية لمراقبي ورؤساء مراكز الامتحانات الذين لم يتشددوا في منع إدخال واستعمال الهواتف الذكية، مكتفين بملصقات تمنعها دون أن يحرصوا على منعها فعليا. وآخرون حملوا لجان وضع المباريات مسؤولية هذه الظاهرة، لكون اعتماد هذه اللجان على نمط من الأسئلة المعرفية الخالصة ساهم في انتشار الغش، ذلك لأن اعتماد نمط ما يعرف بـ«اختيار واحد من متعدد»، سواء بوضع علامة أمام الجواب الصحيح أو الجواب بـ«صل بخط» أو بـ«صحيح/خطأ» سهل مأمورية المتورطين في الغش.
كثير من المعلقين ذهبوا أبعد من ذلك وربطوا هذا التردي بالتقارير التي ربطت أزمة التعليم في المغرب بضعف مهنة التدريس، وآخرها تقرير للمجلس الأعلى للتربية والتكوين. وفيه نجد أن ضعف نظام التوظيف مرده، أولا وبالأساس، إلى عدم جاذبية مهنة التدريس التي لا يتم اختيارها إلا في غياب بدائل أخرى، ولعدم وجود فرص عمل أخرى أكثر ربحا أو أهمية.
////////////////////////////////////////////////////////////////////
يعتبر الخوض في مبادئ قيام المناهج التعليمية وكذا الأنظمة التربوية من أهم سبل تقييم وتقويم مدى نجاح هذه المناهج والأنظمة في الوصول لبلورة الغايات والأهداف العامة المؤسسة لتلك المبادئ في سلوكات الأفراد ومنهم المجتمع برمته. لنجد ضمن أهم المبادئ التي يقوم عليها النظام التربوي المغربي، ومنه مختلف المناهج التعليمية، مبدأ تنمية استقلالية المتعلم. وهو شعار لطالما نجده مكررا في العديد من الوثائق والمرجعيات الرسمية، ثم في العديد من المناسبات التربوية ضمن الخطاب الرسمي للوزارة. وهي حقيقة يقف عليها الممارس التربوي وكل من تناول المنهاج الدراسي بالبحث والتمحيص.
سعيد أخيطوش
(باحث في قضايا التربية والتكوين-مفتش تربوي بمديرية خنيفرة)
المدرسة المغربية والقدرة على بلورة نموذج للتعلم الذاتي
استقلالية المتعلم تعني غياب الإجبار على العمل بكتب وأنشطة تعليمية محددة
حظي إشكال تنمية استقلالية المتعلم ولايزال يحظى بالكثير من الاهتمام عند الباحثين والمهتمين بميدان التربية والتكوين في محاولات حثيثة للإجابة عن عدة أسئلة قد نخصصها ونجمعها في سؤالين أساسيين اثنين وهما:
أ – أي استقلالية لمتعلمي المدرسة المغربية وما مدى قدرتهم على تحمل مسؤولية تعلماتهم ونموهم العقلي والمعرفي؟
ب – ما مدى جنوح المنهاج الرسمي لتنمية هذه الاستقلالية لدى متعلمي المدرسة المغربية وكيفية انضباطه لمختلف المعايير الاجتماعية الخاصة بالمحيط؟
إن نظرة التربية وفلسفتها القائمة على اعتبار المتعلم بمثابة الشريك الأساسي في عمليتي التعليم والتعلم ونفي كونه مجرد متلق ومستقبل لما يتم تسطيره في إطار السياسة التعليمية والمناهج الدراسية، لهو سبب تنامي التفكير وبجدية في كيفية تعزيز استقلالية هذا الشريك الأساسي وتجاوز كونه صاحب أداء سلبي وبدون مساهمة تذكر في بلورة الخطة التعليمية وتنفيذها للوصول إلى أفضل النتائج وتحقيق المماثلة المفترضة بين مواصفات المنتوج النهائي للمدرسة ومتطلبات الاندماج في المجتمع العصري القادر على مجابهة مختلف التحديات بنجاعة وفعالية. فرغم الاتفاق الكبير بين مختلف الباحثين حول أهمية استقلالية المتعلم كمبدأ أساسي لبلوغ درجة الكمال في تكوين الشخصية وبناء التعلمات، هناك قدر مهم من الاختلاف حول ماهية هذا المفهوم ووظيفته ثم تطبيقاته في ميدان التدريس وتدريس اللغات بشكل مهم، وهذا راجع لعدم وجود معيار معين وحقيقي لقياس هذه الاستقلالية.
من هنا يتضح بأن اعتماد منهاج دراسي تربوي في الأساس يعد تقويضا لهذه الاستقلالية التي يمكن اعتبارها بمثابة قدرة خاصة بالمتعلم لإدارة شؤون تعلمه من بدايتها إلى حين بلوغ غايات التربية وأهدافها شريطة عدم الاعتماد على أشخاص آخرين (مدرس-مرب-منشط…) ونفي كل تدخلات المدرسة بالأساس في اختيار وتقويم هذه التعلمات. فقد يكون الوضع الحالي للمدرسة المغربية ناتجا عن الفشل في اختيار التعلمات المناسبة لفئة المتعلمين والمتعلمات الحالية وكذا الأخطاء المتكررة والجسيمة في تقويم مدى اكتسابها واستثمارها من قبلهم في مواقف الحياة العامة. وبالتالي فالاستقلالية، باعتبارها حالة مثالية لمتعلمي ومتعلمات الفترة المعاصرة، تعني بالضرورة غياب التبعية والإجبار على العمل بكتب وأنشطة تعليمية محددة لكل أطفال المغرب بجدولة زمنية متطابقة بين الشمال والجنوب وبين مناطق الهامش والمركز، فالمدرس والمربي بهذا المفهوم سيفقد معظم أدواره ووظائفه، وبشكل خاص وظيفة التعليم. كما أن وظيفة المؤسسة التعليمية ستعيش تحولا كبيرا نحو اعتبارها هيكلا تعليميا يكون التحكم فيه في يد المتعلم والمتعلمة ضمن نظام تعليمي تعلمي يتسم بالمرونة الكافية واللازمة لتجاوز الخطاب الصفي المبني على الإلزام والإجبار في مقابل الترغيب والتحبيب وفهم شخصية المتعلم، مع خلق وضعيات محفزة على الانخراط والمشاركة للوصول بالمدرسة المغربية في النهاية إلى إرساء نموذج للتدريس قوامه المهمة والتمركز الفعلي حول المتعلم.
فرفع شعار «تنمية استقلالية المتعلم» يستوجب من المدرسة المغربية اقتراح نموذج نظام تربوي يقوم على:
1 – الحد من التدخل في تحديد التعلمات والمحتوى الدراسي، مع ما يتطلبه ذلك من مساعدة المتعلم على استحداث نمط ووتيرة خاصة لأدائه الشخصي في التعلم قصد تجاوز الظواهر السلبية التي نعيشها من هدر مدرسي وانقطاع دراسي وغش في مختلف الامتحانات التي يراها المتعلم قياسا لمدى خضوعه للآخر الراشد الذي تكفل بتلقينه.
2 – إشراك المتعلم في تسطير الأهداف التعلمية والمساهمة بقوة في برمجة المحتوى الدراسي وتقسيطه بشكل يراعي خصوصا البحث عن حلول للوضعيات ومختلف المشكلات والظواهر التي تجابه هذا الفرد الاجتماعي في مختلف مراحل حياته، وهذا رغبة في تحقيق المساعدة والإعانة اللازمتين لهذا المتعلم لبلورة استراتيجيات تعلم مناسبة وممارسات تقويمية لمراقبة التعلم وتصحيحه.
3 – تجاوز القناعات الاجتماعية للمتعلم والأسرة والمدرسة وكل الفئات الاجتماعية وتحفيز دافعية الكل لبلورة نظام تعليمي قادر على استيعاب مختلف درجات الاستقلالية وتجاوز نظرة الخوف من فقدان الأدوار أو القيمة الاجتماعية.
//////////////////////////////////////////////////////////////////
رقم:
180 ألفا
بلغ عدد المترشحين لمباراة هيئة الأطر التربوية والإدارية التي نظمتها وزارة التربية الوطنية حوالي 180 ألف مترشح/ة تباروا على 17 ألف منصب. 15 ألفا لهيئة التدريس، و2000 لهيئة الدعم التربوي والإداري والاجتماعي. فرغم العدد الكبير من حاملي الإجازة الذين عبروا عن رغبتهم في الترشح للمباراة وتم «إقصاؤهم» بسبب السن الذي حدد في 30 سنة، أو بسبب الانتقاء الأولي، فإن العدد المسجل يعد ضخما جدا حسب متتبعين، تعكس أهمية قطاع التعليم كقطاع اجتماعي مُشغل. وينتظر، بعد أسبوع من الآن، أن يتم الإعلان عن الناجحين في الشق الكتابي، على أن يجتازوا الشق الشفوي، ليلتحقوا بمراكز التكوين بداية يناير من السنة الجديدة. وتمتد فترة التكوين في المركز ستة أشهر، تتلوها فترة تدريبية أخرى من سنة كاملة من تحمل مسؤولية القسم في المؤسسات التعليمية.
///////////////////////////////////////////////////////////
متفرقات:
مؤتمر دولي يتباحث آخر مستجدات إدماج أنظمة الاتصال في التعليم
انعقدت، قبل أيام، النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي حول تقنيات الاتصال والشبكات المتقدمة (COMMNET21 ) بواسطة تقنية التناظر المرئي. ومعلوم أن هذه التظاهرة العلمية ذات الامتدادات التكنولوجية يشرف على تنظيمها كل سنة فريق من الخبراء الباحثين المتخصصين في مجالات علمية متنوعة، ينتسبون إلى المدرسة الوطنية العليا للإعلاميات وتحليل النظم التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط ومن مؤسسات تابعة لجامعة الحسن الأول بسطات وكذا أساتذة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالقنيطرة. كما تتألف هيئة التنظيم من خبراء من مؤسسات دولية تابعة لجامعات دولية عريقة مشهود بسمعتها في المجالات ذات الصلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصال.
وشكل هذا المنتدى العلمي مناسبة جمعت بين خبراء ومهندسين وممارسين من مختلف دول العالم، موزعة على مختلف قارات العالم، لتقديم أحدث نتائج الأبحاث والتطبيقات وتقاسم الأفكار والتصورات وتبادل الاقتراحات في جميع مجالات أنظمة الاتصالات وأمن المعلومات. حيث تم الاستماع إلى مستجدات تتعلق بتحسين جودة الاتصال اللاسلكي وتأمينه.
إضراب الأساتذة ضحايا تجميد الترقيات
أعلن الأساتذة ضحايا تجميد الترقيات عن خوض إضراب وطني هذا الأسبوع مرفوقا باحتجاجات. وذكر بيان لتنسيقية الأساتذة ضحايا التجميد أن الإضراب الوطني عن العمل سيكون ما بين 13 و16 دجنبر الجاري قابلا للتمديد، ومرفوقا باحتجاجات للمطالبة بالاستفادة من ترقياتهم المجمدة. وإلى جانب الإضراب والاحتجاج، أعلن الأساتذة مقاطعتهم لمنظومة “مسار” ولكل التكوينات واللقاءات التربوية، وعدم تسليمهم نقط المراقبة المستمرة للإدارة التربوية، مع مقاطعة مباراة التعليم الخاصة بما يسمى أطر الأكاديميات وكل العمليات المرتبطة بها من حراسة وتصحيح.
وعبر الأساتذة عن أسفهم الشديد لأسلوب التسويف والتماطل الذي تنهجه الوزارة الوصية والحجر على مستحقاتهم بدون أي مبرر منطقي، خاصة وأن الموظفين بالقطاعات الأخرى توصلوا بمستحقاتهم كاملة في غياب تام لأي توضيح من مسؤولي الحكومة عن أسباب هذا التأخير غير المبرر. واعتبر البيان أن التأخير في صرف المستحقات المالية يضرب عرض الحائط أهمية الاستقرار المادي والاجتماعي والنفسي للأطر التربوية باعتباره المدخل الأساسي لإصلاح منظومة التربية والتكوين.
تكاليف التعليم الدولي في المغرب
ذكرت دراسة حديثة صادرة عن مؤسسة «قاعدة بيانات التعليم الدولي» التشيكية، أن الدار البيضاء تعد ثاني أرخص مدينة إفريقية من حيث تكلفة المؤسسات التعليمية الأجنبية سنة 2021، بمتوسط سعر يبلغ 4735 دولارا أمريكيا، وهو ما يساوي نحو 43600 درهم مغربي. وأوردت الدراسة، التي رصدت تكلفة التعليم الدولي حول العالم سنة 2021، أن «القارة السمراء» ما زالت الأقل تكلفة بالمقارنة مع بقية القارات للمرة الثالثة على التوالي، على الرغم من تغير الأسعار داخل القارة عينها في ظل الجائحة؛ وهو ما أثر على ترتيب أغلب البلدان الإفريقية. وتبعا لذلك، انتقل ترتيب الدار البيضاء من المركز الـ44 عالميا إلى المركز الـ72 عالميا في قائمة التصنيف؛ ما جعلها ثاني أرخص مدينة إفريقية من حيث تكلفة التعليم الدولي، بعدما كانت أغلى عاصمة إفريقية في السنة الماضية بسبب ظروف الجائحة العالمية. وتتراوح الرسوم السنوية للتعليم الدولي بمدينة الدار البيضاء بين 1805 دولارات (الحد الأدنى) و13489 دولارا (الحد الأقصى).