شوف تشوف

الرئيسيةمدن

تزايد اعتداءات المختلين عقليا على المواطنين بطانطان

عاشت مدينة طانطان، خلال الأسبوع الماضي، اعتداءات متعددة على عدد من المارة والتجار، أبطالها مجموعة من المختلين عقليا الذين يجوبون الشوارع والأزقة بحرية رغم تهديدهم المستمر لكل من يصادفونه أمامهم.

مقالات ذات صلة

فقبل يومين فقط، اقتحم مختل عقليا مسجد الغفران بحي النهضة قبيل وقت الصلاة، حيث مر أمام الجالسين وجلس في محراب الإمام وسط ذهول المصلين. وحاول عدد ممن كانوا في المسجد حينها إخراجه من المكان، غير أنه رفض الامتثال لتوسلاتهم ولم يستجب لهم إلا بعد محاولات عديدة وتوسلات كثيرة.

وخلال الأسبوع الماضي، أقدم مختل عقليا آخر على الاعتداء على شيخ مسن داخل محله التجاري بشارع بئر أنزران. وأصيب صاحب المحل إصابات بالغة كادت أن تنهي حياته. وقبل ذلك تعرض مسن آخر لاعتداء من قبل مختل عقليا آخر داخل محله التجاري بشارع الفتح، وتعرضت شابة، قبل ذلك بأيام، لاعتداء شنيع من قبل مختل عقليا بشارع الفتح، بعدما انقض عليها حيث كان يسير خلسة وراءها، دون أن تشعر به، وقام بلي رقبتها بقوة وبدأ في جرها وسط الشارع، في حين أطلقت الضحية صراخ استغاثة ونجدة، إذ خرج بعض الشبان الذين كانوا جالسين في أحد الأزقة القريبة لما سمعوا الصياح، فانطلقوا مسرعين نحوها لما اكتشفوا أنها وقعت بين يدي مختل عقليا معروف بعدوانيته بالمدينة، وقاموا بتحريرها منه وهي في حالة انهيار شامل.

وبحسب المعلومات، فإن عدد المختلين عقليا عرف تناميا كبيرا بمدينة طانطان، بعضهم أضحوا هائجين يخلقون الرعب في الشوارع والأزقة، إذ ما أن ترمقهم النساء والأطفال حتى يبدؤوا في الهروب من الشوارع. ومن بين هؤلاء المختلين عقليا أحد الشبان، من أبناء المدينة، دأب على الاعتداء على المارة وأحيانا يقطع الطرقات وهو يحمل في يديه أحجارا كبيرة وعصيا طويلة يهدد بها العربات والمركبات والمارة، وبين الفينة والأخرى يحمل أسفل ثيابه أسلحة بيضاء يشهرها في الوجوه، ويقوم بواسطة هذه الآلات الحادة بتمزيق مجموعة من الغطاءات البلاستيكية التي ينصبها أصحاب المقاهي أمام هذه الفضاءات، ويحولها إلى أشلاء غير صالحة، وسبق له أن قام بتهشيم واجهات عدة محلات تجارية والمزهريات الموضوعة في الشوارع العامة. 

وبحسب المصادر، فإن هذا المختل يبث الرعب بشكل يومي في الحي الذي يقطنه، حيث يسبب الخوف والهلع داخل الحي، إلى درجة أن بعض النساء لم يعدن قادرات على عبور الأزقة التي يكون فيها.

واستنادا إلى المعطيات، فقد تم، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية، نقل حوالي 15 مختلا عقليا، من بينهم مواطن أجنبي ينحدر من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء من طانطان نحو مصلحة الأمراض العقلية بإنزكان، وذلك بعد تدخل من النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بطانطان وتنسيق مع المصالح الأمنية ومندوبية الصحة، لتلقي العلاجات الضرورية لكون هؤلاء يعانون أمراضا نفسية ومعروفين بعدوانيتهم تجاه الأشخاص والممتلكات. 

واستنادا إلى المعطيات، فإنه، قبل نقل أي حالة، يتم التنسيق أولا مع مسؤولي المركز الاستشفائي بإنزكان، وهو ما يجعل هؤلاء أحيانا يعجزون عن تلبية كل الطلبات والاتصالات الواردة عليهم، خصوصا وأن الطاقة الاستيعابية لمصلحة الأمراض العقلية والنفسية بإنزكان قليلة جدا، لا تتجاوز 70 سريرا، إلا أن عدد المرضى بها حاليا يتجاوز ذلك بكثير. وحينما يصبح إيجاد سرير لهؤلاء المختلين والمرضى مستحيلا وصعبا، فإنهم يُتركون لحالهم بالشارع العام.

ورغم هذا التدخل «المحتشم»، فإن شوارع وأحياء المدينة ما تزال تعج بعشرات المشردين والمختلين عقليا، من بينهم نساء وأطفال، الأمر الذي يحتم تدخلا عاجلا آخر لتنقية المدينة من هذه الفئة التي أضحت تشكل خطرا على المارة والممتلكات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى