النعمان اليعلاوي
ترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بنيويورك، الاجتماع الوزاري السنوي التاسع لمجموعة أصدقاء البلدان متوسطة الدخل، على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويندرج هذا الاجتماع، المنعقد حول موضوع “سبل التغلب على التحديات الخاصة ومتعددة الأبعاد التي تواجهها البلدان متوسطة الدخل لتحقيق التنمية المستدامة”، في إطار رئاسة المغرب لمجموعة البلدان متوسطة الدخل بالأمم المتحدة، التي يشغلها منذ يناير 2023، حيث شكل هذا الاجتماع، الذي حضره عدد من وزراء شؤون خارجية البلدان الأعضاء ورؤساء المؤسسات الأممية وممثلي بنوك التنمية متعددة الأطراف، مناسبة لمناقشة الأولويات الرئيسية للمجموعة في مجال التعاون الإنمائي.
وذكر بوريطة، في كلمة افتتاحية لهذا الاجتماع الوزاري، بأولويات إعلان الرباط الوزاري، المعتمد خلال المؤتمر الوزاري حول البلدان متوسطة الدخل، الذي انعقد بالمغرب يومي 5 و6 فبراير الماضي، مبرزا أن هذا الإعلان يشكل خارطة طريق للعمل المشترك لمجموعة البلدان متوسطة الدخل، بهدف إعادة التفكير في التعاون الدولي وملاءمته مع احتياجاتها وأولوياتها في مجال التنمية وتعزيز التعاون من خلال آليات مبتكرة للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي، مؤكدا أن المجتمع الدولي مطالب بجعل فئة البلدان متوسطة الدخل في صلب التنمية العالمية الشاملة، التي لا يتخلف فيها أي بلد عن الركب، مشيرا إلى أن هذه البلدان تمثل مقياسا لوضعية التنمية المستدامة في العالم، بالنظر للمكانة التي تحتلها ضمن الاقتصاد العالمي، والمؤهلات التي تزخر بها وتنوعها الاقتصادي، ولكن أيضا بسبب التحديات التي تواجهها في مجال التنمية المستدامة.
ولفت الوزير إلى ضرورة الاستجابة لتحديات الوصول إلى التمويل الميسر وتمويل المناخ والمديونية، من خلال إصلاح فعال للنظام المالي الدولي وتعزيز انخراط البلدان متوسطة الدخل في عمليات الحكامة العالمية والمفاوضات الدولية بشأن قضايا التنمية، مشيرا إلى أن مجموعة البلدان متوسطة الدخل تشكل رافعة حقيقية من أجل الترافع وتحقيق التغيير في أفق تعاون فعال وشامل، مضيفا أن الطموح المشروع للخروج من “فخ الدخل المتوسط” أصبح ممكنا بفضل التعبئة الجماعية، فيما دعا المجموعة إلى مواصلة الانخراط من أجل بلورة خطة عمل استراتيجية للبلدان متوسطة الدخل برسم الفترة 2025-2030، وكذا لتطوير خطة استجابة دولية خاصة ومتكاملة بالنسبة للبلدان متوسطة الدخل.
وفي نفس السياق، قال ناصر بوريطة، إن الوضع في غزة يستعصي على الوصف، والذي تسبب في سقوط آلاف القتلى، معظمهم من النساء والأطفال، ناهيك عن عدد الضحايا الذين أصيبوا بجروح خطيرة والمشردين. ودعى بوريطة جميع الدول الأعضاء إلى التساؤل عن جدوى وأهمية ميثاقنا وآلياتنا ، موضحا بمناسبة انعقاد المناقشة العامة رفيعة المستوى بنيويورك ” تسخير القيادة من أجل السلام: مُتَّحدون في احترام ميثاق الأمم المتحدة سعياً لمستقبل آمن “، أن عجز مجلس الأمن عن الاضطلاع بمهمته في مواجهة الانتهاكات الخطيرة للميثاق لأمر مؤسف، واعتبر من جهة اخرى أن ما تقوم به الدول الأعضاء التي تؤوي وتمول وتسلح ميليشيات انفصالية من أجل تهديد السلامة الإقليمية للدول المجاورة يشكل انتهاكا خطيرا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأشار بوريطة الى أن التطبيق غير المتكافئ للمبادئ المنصوص عليها في الميثاق، يبعث على التشكيك في روح الوحدة والتضامن التي قام عليها النظام العالمي الجديد بعد عام 1945، فالأحكام الواردة في ميثاق الأمم المتحدة ليست مجرد كلمات وعبارات بل هي مبادئ وقيم يلزم على الدول الأعضاء احترامها بحسن نية، داعيا الى التفكير المشترك في سبل ووسائل “موائمة ميثاقنا مع الحقائق الجديدة والتحديات المتعددة الأبعاد في عالمنا”، وقال إن “اعتماد الميثاق من أجل المستقبل، قبل أيام قليلة، هو فرصة أخرى للارتقاء بعملنا المشترك إلى مستوى تطلعاتنا نحو عالم يسوده السلام والازدهار واحترام القيم الإنسانية العالمية ”
وأجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية لروسيا الاتحادية، سيرغي لافروف، وفد جرت هذه المباحثات على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أجرى مباحثات مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد.
وعلى هامش أعمال الأسبوع الرفيع المستوى للدورة التاسعة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة، أجرى بوريطة بنيويورك مباحثات مع نظيره بجمهورية الفلبين، إنريكي مانالو، كما أجرى بوريطة مباحثات مع نظيره بجمهورية الفلبين، كما أجرى بوريطة، مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية لروسيا الاتحادية، سيرغي لافروف، وشكل تعزيز التعاون محورا للمحادثات التي أجرها بوريطة مع وزير الخارجية الكزاخستاني، مراد نرتيليو، وهو الذي توج بالتوقيع على اتفاقية لإعفاء من الدخول لجوازات السفر العادية، وفي السياق ذاته، عقد بوريطة مباحثات مع نظيره بدولة بابوا غينيا الجديدة المستقلة، جاستن تكاتشينكو .