شوف تشوف

الدوليةالرئيسيةسياسية

بوريطة: الخطة أداة للتدبير الاستراتيجي والتفعيل الملموس لشراكة شاملة

 

مقالات ذات صلة

الأخبار

 

تم، أول أمس الأربعاء، خلال حفل نظم عبر تقنية الاتصال المرئي، التوقيع على اتفاقية «خطة التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق»، بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية. ووقع على هذه الاتفاقية ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ونينغ جي تشه، نائب رئيس لجنة التنمية والإصلاح الصيني.

وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز الولوج إلى التمويل الصيني، الذي توفره مبادرة الحزام والطريق لإنجاز مشاريع كبرى في المغرب، أو تسهيل المبادلات التجارية، وإقامة مشاريع مشتركة في مختلف المجالات (الحظائر الصناعية، الطاقات، بما في ذلك الطاقات المتجددة). كما تهم هذه الاتفاقية التعاون في البحث والتنمية (التكنولوجيا، الطاقة، الزراعة…) والتعاون التكنولوجي والتقني، فضلا عن التكوين المهني.

وتتعهد الحكومة الصينية، بموجب هذه الاتفاقية، بتشجيع الشركات الصينية الكبرى على التموقع أو الاستثمار على التراب المغربي (صناعة السيارات، والطيران، والتكنولوجيا الفائقة، والتجارة الإلكترونية، والصناعة الزراعية والنسيج…) .

 

من أجل تعاون شامل

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن خطة التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق، بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، تمثل أداة متكاملة لتعزيز الشراكة الثنائية، مشيرا في كلمة له خلال حفل التوقيع على الاتفاقية المتعلقة بالخطة، إلى أن هذه الخطة تضع إطارا تم التفكير فيه بعناية، ومبادئ واضحة وآليات متينة. كما أنها توفر أداة متكاملة للتدبير الاستراتيجي، والتفعيل الملموس لشراكة شاملة انطلاقا من الحوار السياسي، وصولا إلى تعاون قطاعي شامل.

وذكر بوريطة أن هذا التعاون، المدعو اليوم إلى المرور إلى مستوى عال من الالتزام المهيكل، يشمل على الخصوص، البنيات التحتية والتجارة والاستثمارات والصناعة والتعليم والعلوم والتكنولوجيات والتنمية الخضراء والصحة. مبرزا أن هذا الحفل يمثل فرصة لإظهار مكانة الصين ضمن الأولويات الدبلوماسية للمملكة. وشدد الوزير ذاته في هذا الصدد، على أن المغرب والصين، بقيادة الملك محمد السادس، وتشي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، دخلا عهدا جديدا من علاقتهما الثنائية. موضحا أن الصداقة التي تجمع بين البلدين ضاربة الجذور في تاريخ عريق وغني من التبادل بين الشعبين، كما أنها قائمة على أساس علاقات دبلوماسية تمتد لأمد طويل، يعود إلى سنة 1958، وما فتئت تتعزز منذ ذلك الحين.

وأضاف بوريطة أنه مع مرور السنوات استطاع البلدان بناء الثقة، اعتمادا على احترام السيادة والوحدة الترابية والتضامن الإيجابي، مؤكدا أن الزيارة الملكية التاريخية إلى بكين في ماي 2016، شكلت لحظة تأسيسية وقادت إلى التوقيع من قبل صاحب الجلالة والرئيس الصيني، على إعلان مشترك بخصوص إقامة شراكة استراتيجية. وأبرز أن هذه الوثيقة أعطت زخما غير مسبوق للصداقة المغربية الصينية، من خلال نتائج ملموسة.

واستشهد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على سبيل المثال، بتحقيق نمو قوي في المبادلات بلغ 50 في المائة خلال السنوات الخمس الأخيرة (إذ انتقلت من 4 مليارات دولار في 2016 إلى 6 مليارات دولار في 2021)، وارتفاع كبير في الاستثمارات الصينية، بأكثر من 80 مشروعا يجري تطويرها عبر تراب المملكة، منها المشروع الضخم «مدينة محمد السادس طنجة تيك»، الذي انطلق في أبريل 2019 ببكين، على هامش منتدى «الحزام والطريق».

كما أبرز بوريطة تنامي قطاع السياحة بنسبة عشرين ضعفا، وذلك على إثر القرار الملكي القاضي بإعفاء المواطنين الصينيين من التأشيرة (يونيو 2016)، حيث انتقل عدد الزوار الصينيين من 10 آلاف فقط سنة 2015 إلى 200 ألف شخص سنة 2018، وذكر أيضا بأن المغرب وقع سنة 2017 على مذكرة تفاهم تهم مبادرة «الحزام والطريق»، مما جعله أول بلد مغاربي ومن أوائل البلدان في إفريقيا التي انضمت إلى هذه المبادرة.

 

صمود الشراكة الاستراتيجية

أشار ناصر بوريطة إلى أن الشراكة الاستراتيجية التي أرساها الملك محمد السادس والرئيس الصيني منذ سنة 2016، والتي لم تعقها الجائحة، برهنت على صمودها، مؤكدا أن التحديات غير المسبوقة التي فرضها وباء «كوفيد -19» أعطت زخما جديدا لهذه الشراكة، وأظهرت بأن التضامن والانسجام مكونان بنيويان مستدامان في العلاقة بين البلدين.

وفي هذا الصدد، أبرز أن المغرب يثمن عاليا تجاوب وإرادة السلطات الصينية في الاستجابة لحاجيات المملكة في ما يتعلق بشراء التجهيزات الطبية والوقائية. وأضاف الوزير أن المغرب التزم بصفته شريكا رائدا للصين، في التجارب السريرية للقاح المضاد لكورونا، واختار بطريقة استباقية الاعتماد بشكل واسع على اللقاح الصيني، وذلك في إطار التدبير الملكي الاستباقي للجائحة. وتابع بوريطة أنه اعتمادا على هذا النجاح الثابت، تجاوزت المملكة هذه المرحلة، من خلال إحداث وحدة صناعية في المغرب لإنتاج اللقاح المضاد لـ«كوفيد- 19»، تستفيد من شراكة رائدة مع شركة «سينوفرام» العمومية الصينية. وأوضح الوزير أن «هذه الوحدة ستساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والسيادة الصحية للمملكة، مع تعزيز سيادة القارة الإفريقية، وهو ما يمثل وجها آخر من أوجه الشراكة بين المغرب والصين».

وسجل بوريطة من جهة أخرى، أن الشراكة بين المغرب والصين تستمد قوتها من الانفتاح على إفريقيا، مشيرا إلى أن الاتفاقية الموقعة تنص صراحة على تعاون ثلاثي الأطراف لفائدة القارة، وأبرز أن المغرب والصين سينكبان على الإطلاق والتنفيذ المشترك لمشاريع تعاون ثلاثية الأطراف، تهدف إلى النهوض بالتنمية المستدامة في إفريقيا. كما أكد الوزير أن المملكة ستضطلع بدور محوري في توسيع نطاق منافع التعاون نحو الدول الإفريقية الشقيقة، التي يلتزم المغرب تجاهها بشكل قوي، مذكرا أن هذا الالتزام عبر عنه الملك محمد السادس بشكل واضح، خلال قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي سنة 2015.

من جانب آخر، أبرز بوريطة أن «مبادرة الحزام والطريق» تفتح آفاقا جديدة في مجال التجارة والاستثمارات، وتجلب فرصا إضافية تتوافق مع النموذج التنموي الجديد للمملكة.

وشدد أيضا على أن هذه المبادرة ستستفيد أيضا من الدعم الديناميكي للمغرب، بفضل استقراره السياسي وموقعه الجغرافي، وانفتاحه الاقتصادي وقدراته في مختلف القطاعات وكذا ارتباطاته. وعبر بوريطة عن اقتناعه بأن هذه المبادرة ستمكن من تحقيق الطموح المشترك للمغرب والصين، من أجل تنمية إفريقيا، ولخلق تعاون جنوب – جنوب ثلاثي رابح. وخلص إلى أن المغرب، الذي يفرض نفسه كبلد إفريقي وعربي ومتوسطي محوري في تفعيل «مبادرة الحزام والطريق»، شريك له طموح الصين نفسه، المتمثل في جعل «مبادرة الحزام والطريق» نجاحا للتعاون جنوب – جنوب.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى