شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

«بوحمرون» يستنفر وزارة الصحة

أطلقت حملة بعد تزايد الإصابات وتراجع الإقبال على التلقيح

النعمان اليعلاوي

أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن ارتفاع عدد حالات الحصبة (بوحمرون) بالمغرب، في سياق يتميز بزيادات كبيرة في عدد الحالات وتفشيها على مستوى العالم، مشيرة إلى أنه على المستوى الوطني، تم رصد ارتفاع ملحوظ لعدد حالات الحصبة منذ منتصف شتنبر 2023 بجهة سوس- ماسة بالخصوص. وأوضحت الوزارة أنه قامت فور ذلك، عبر مصالحها الجهوية والإقليمية، بمجموعة من التدابير الميدانية من خلال تعزيز أنشطة الرصد الوبائي وحملات للتلقيح، ما مكن من احتواء سرعة انتشارها، و«هذا ما جعل الحالات المسجلة في الأسابيع الأخيرة متمركزة بإقليمي تارودانت وشتوكة آيت باها».

وسجلت الوزارة أن التحريات الوبائية الميدانية خلصت إلى انخفاض الإقبال على التلقيح بمجموعة من التجمعات السكانية، ما ساهم في انتشار الفيروس وظهور بؤر الحالات المرضية، مؤكدة على أن التطعيم هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من العديد من الأمراض المعدية بما في ذلك الحصبة.

وأهابت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالأمهات والآباء الالتزام بجدول التلقيح المعتمد في إطار البرنامج الوطني للتمنيع، حيث يشمل جرعتين ضد الحصبة في الشهرين التاسع والثامن عشر، وأنها توفر، عبر شبكة المؤسسات الصحية الأولية بمختلف أقاليم وعمالات المملكة، خدمة اللقاحات مجانا، حيث يعد البرنامج الوطني للتمنيع من البرامج ذات الأولوية لدى الوزارة.

في هذا السياق، قال الطيب حمضي، الطبيب والخبير في السياسات الصحية، إن معدلات التلقيح ضد الأمراض المستهدفة لدى الأطفال تصل إلى أكثر من 95 في المائة، موضحا أن «المغرب من بين البلدان ذات التصنيف الجيد في هذا المجال، وبالإضافة إلى ذلك، نظم المغرب في عام 2013 حملة وطنية للتلقيح الاستدراكي ضد الحصبة والحصبة الألمانية مع تطعيم 10 ملايين شخص تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر و19 عاما». وأشار حمضي إلى أن هذه الحملة عمت المراكز الصحية والمدارس، وكان الهدف على وجه التحديد هو الحفاظ على هذا المستوى العالي من الحماية والتلقيح الكامل»، مبينا أنه من المؤكد أن «تفشي حالات الحصبة أخيرا مرتبط بانخفاض التلقيح في المناطق المعنية، هذا هو التفسير رقم واحد»، حسب حمضي، الذي أشار إلى أنه «الآن، نحن بحاجة إلى معرفة أسباب هذا الانخفاض في التلقيح ومستوياته، وتدارك الأمر بهذه المناطق وتحديد وتشخيص مستوى التلقيح في باقي المناطق التي قد تكون في الوضع نفسه للتعامل معها».

وأشار حمضي إلى أن الأرقام العالمية تظهر أن طفلا يموت كل 4 دقائق بسبب الحصبة، موضحا أنه في عام 2021 توفي 128 ألف شخص بسبب الحصبة في العالم، وأضاف أن الحصبة مرض شديد العدوى، حيث إنه «عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، أو بشكل غير مباشر من خلال الأسطح الملوثة بالفيروس، ينتقل المرض للشخص السليم، وهو ما يفسر أنه يمكن لطفل مريض واحد أن يصيب 16 إلى 20 آخرين، كما يمكن للطفل المصاب أو البالغ المصاب أن يصيب تسعة من كل عشرة مخالطين مقربين غير ملقحين»، مبينا أن الفيروس يصيب الجهاز التنفسي ثم ينتشر في باقي أنحاء الجسم، وتسجل أعراضه في الحمى وسيلان الأنف واحمرار العينين والسعال والوهن، ثم طفح جلدي أحمر في جميع أنحاء الجسم، فيما تتمثل المضاعفات الخطيرة في الموت، أو الإعاقات مدى الحياة، بالإضافة إلى مشاكل التنفس الشديدة، التهاب الدماغ، العمى، الجفاف وغيرها من المضاعفات.

وبخصوص عودة انتشار وباء الحصبة في عدد من المناطق، أوضح حمضي أنه في المجمل «الأوبئة كالحصبة، تنطلق عندما يصاب الأشخاص الذين لم يتم تلقيحهم، وينقلونه إلى الأشخاص غير الملقحين تماما أو غير الملقحين بشكل كاف في مجموعات بشرية تكون معدلات تغطية التطعيم ضد الحصبة غير كافية أقل من 95 في المائة»، مبرزا أن الأطفال دون سن 5 سنوات، والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما، والنساء الحوامل، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص الذين يعانون من أمراض تضعف جهاز المناعة، هم الفئات الأكثر تعرضا للمرض، وأنه عندما يتوقف التلقيح في البلدان أو المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية أو النزاعات التي تؤثر على الخدمات الصحية الأساسية وتعرقل عمليات التلقيح، يكون هذا سببا مباشرا في انتشار الأوبئة.

وبخصوص أهمية التلقيح، أوضح حمضي أن جرعة واحدة في عمر 9 أشهر وجرعة ثانية بعد بضعة أشهر، كافية للوقاية من الوباء، مبرزا أن التطعيم آمن وفعال وهو أفضل طريقة لتجنب عدوى الحصبة والمرض والأوبئة، حيث ينقذ اللقاح أرواح 5 أشخاص كل دقيقة حول العالم، كما أنه بين عامي 2000 و2021 تم إنقاذ حياة 56 مليون شخص من خلال التطعيم ضد الحصبة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى