كريم أمزيان
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، بدأت تتضح معالم الخريطة السياسية المستقبلية، بعدما بدت رغبة زعماء الأحزاب السياسية في تجاوز الخلافات التي اندلعت بينهم خلال الولاية الحكومية الحالية، وانتقالهم إلى مرحلة تبادل عبارات الود والغزل في ما بينهم، وصلت إلى حد دعوة بعضهم إلى وضع أياديهم في أيادي بعض، استعداداً لمرحلة التحالفات التي ستسبق إعلان تشكيل الحكومة المقبلة.
ولم يجد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مساء أمس (الأحد)، خلال لقائه في أمسية نصرة للقضية للفلسطينية بمسرح محمد الخامس بالرباط، أي حرج في أن يخاطب كلا من حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وإدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اللذين كان يعتبرهما في الأمس القريب عدوين لدودين، قائلاً: «ها هي يدي ممدودة إليكما»، ثم تبادلوا العناق الحار، قبل أن يضفي بنكيران على كلامه نوعاً من السخرية، بقوله: «المصافحة في الظلام تقتضي مني قول ذلك»، فيما همس في أذن شباط قائلا له «حميد لاباس عليك، الله يخرج العاقبة على خير»، ليدعو الجميع إلى ولوج قاعة المسرح التي جلسوا فيها جنباً إلى جنب، قبل أن يصعدوا فوق خشبة المسرح للرقص على أنغام «الدبكة» التي أدتها فرقة موسيقية فلسطينية، حيث رقص بنكيران رفقة شباط ولشكر ومصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة.