بنت البرنوصي
أعلنت الفنانة أسماء لمنور انضمامها، رفقة شقيقها ياسين وكيل أعمالها، لهيئة منخرطي الرجاء البيضاوي. طمأنت بنت البرنوصي المتيمة بحب النسور الرجاويين حين نفت وجود نية للترشيح أو حتى التصويت أو أي محاولة لتسلق المناصب مع سبق الإصرار والترصد.
لن يغضب أبناء البرنوصي من لمنور، لن يطالبوها بالانخراط في الرشاد البرنوصي، إعمالا لمبدأ «صدقة في المقربين أولى»، لن ينخرطوا في هاشتاغ يلبس الفنانة اللون الأزرق، ولن يكتبوا على الحيطان «أسماء تذكري أنك بنت البرنوصي»، لأن الحب لا يعترف بالخرائط.
ستقول زينة الداودية المتيمة بحب الوداد لزميلتها لمنور «ياختي غير كاري كاري»، وستقدم لها دلائل السبق في الانتماء لفريق لطالما سكن وجدانها وسكنت سهراته، وستقول الشيخة تسونامي أنا كوكبية أبا عن «شيخ» وستفتح الحمداوية خزائنها القديمة وتكشف تاريخ «تراجاويت»، وستضطر لاستحضار موال «منين أنا ومنين أنت» في ما يشبه التحقق من الهوية الرياضية ومن السوابق الكروية.
عندما دخلت الفنانة أسماء لمنور قلعة الرجاء، غادرتها نوال العيداوي العضو بالمكتب المسير تاركة استقالة فوق مكتب الرئيس الجديد، حيث تبين أن المسؤولة عن التسويق قررت أن تدخل «سوق راسها» بعد أن اكتشفت أن التسويق وكورونا لا يلتقيان.
علينا أن نعترف بضعف الصبيب النسائي في الفرق المغربية، ونفور المرأة من برلمان الكرة ومن مركز القرار، لأنها تعلم أن الرجال قوامون على النساء في الملاعب وفي الجموع العامة، وأن المحظوظات الجالسات على كراسي المسؤولية يقضين أيامهن في حالة شرود، وإذا ظهرت لا قدر الله امرأة حديدية في مجتمع الكرة قال الحواريون إن كيدها لعظيم. وإن انتقدت الرجال قالوا: كان الله في عون زوجها.
بعيدا عن تهافت الفنانات وولائهن لأندية ذات قاعدة جماهيرية، وتحميلهن تطبيقات وألحانا وألوانا تضفي على العشق بصمة واقعية، هناك نساء بعيدات عن مربع عمليات الفن واجهن صعوبات في اجتياز معبر المنخرطات، خضعن لتفتيش دقيق في دفاترهن مخافة أن يسحبن البساط من تحت الرجال.
صادرت جليلة بيجوان، حفيدة مؤسس فريق حسنية أكادير، دموعها وهي تروي قصة الحصار المضروب عليها منذ أن ظهرت عليها أعراض الترشيح لرئاسة الفريق السوسي، قيل لها إن الكرة في المغرب شأن رجالي، ورددوا على مسامعها «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».
لا يقبل المجتمع الكروي سيدة تضرب بقبضتها مائدة الحوار، إنهم يريدون سيدة تضرب كفا بكف عند الهزيمة وتطلق زغرودة الفرح من المنصة عن الانتصار، لذا انتصبت في وجه ثريا أعراب وسميرة العبدي علامات «ممنوع المرور»، فغيرتا الاتجاه وآمنتا بأن أنوار العلم تنطفئ كلما ولج ملعبا للكرة.
ماتت سميرة الزاولي أول رئيسة لفريق ذكوري لكرة القدم، لم تشفع لها شهادة الحياة الجماعية والانتماء لأسرة الأب الروحي للاتحاد البيضاوي، وظلت تحارب طواحين الهواء في الحي المحمدي وتصر على أنها امرأة «كاملة» عقلا ودينا إلى أن استسلمت أمام المد الذكوري وانتهى بها المطاف جثة هامدة.
لا ننكر وجود سيدات في المكاتب المسيرة لكثير من الفرق، لكن بعضهن قبلن بلعب دور الكومبارس والبعض يلعبن دور عبلة، في المكتب المسير للوداد سقطت رقية الدرهم البرلمانية في حزب الاتحاد الاشتراكي بمظلة، لكنها اختفت عن الأنظار، وسطع نجم نجود القادمة من شركة لاسامير، قبل أن تعلن الشركة إفلاسها وتصبح مديرة التسويق في خبر كان.
حين عين علي الفاسي الفهري رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، استعان بنوال خليفة المرأة الحديدية للماء الصالح للشرب، في تدبير كثير من الملفات، وفي أول رحلة مع المنتخب الوطني إلى السعودية انتصبت أمامها علامة «قف» وتبين أن النساء ممنوعات من دخول الملاعب فقضت أيامها بين الفندق والتسوق والحرم المكي.
ستدخل أسماء لمنور تجربة عشق جديدة في حياتها قد تترجم مطلع أغنيتها الشهيرة:
عندو الزين عندو لحمام دايرو في دارو
وأنا الحب وأنا الغرام جابني تال دارو..