أمام المشاكل التي يتخبط فيها قطاع الصحة بإقليم برشيد، سواء على مستوى قلة الموارد البشرية وافتقار المستشفى الإقليمي لأطباء أخصائيين، أو المشاكل المرتبطة بافتقار المراكز الصحية لأطباء يشتغلون طيلة أيام الأسبوع، طالب برلمانيو الإقليم بتدخل وزير الصحة والحماية الاجتماعية من أجل إنقاذ قطاع الصحة بإقليم برشيد مما وصفوه بالسكتة القلبية.
وفي هذا السياق، وجهت البرلمانية سومية قديري، عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، مجموعة من الأسئلة الكتابية إلى وزير الصحة وما زالت تنتظر الجواب عنها، بحيث طالبت، من خلال السؤال الأول، بتدخل الوزارة الوصية والمديرية الإقليمية لوزارة الصحة لإيجاد حل للمشاكل التي يتخبط فيها سكان منطقة سيدي عبد الخالق بإقليم برشيد، بسبب انعدام الأطر الطبية والتمريضية وتقنيي الصحة بالمركز الصحي «زراهنة» بدوار تعاونية وادي الذهب، بالإضافة إلى غياب «المولدة».
وذكرت البرلمانية قديري، من خلال السؤال نفسه، بحالة امرأة مسنة تبلغ من العمر 70 سنة فاجأها المخاض في غياب المولدة، ما أجبر أهلها على الاستعانة بامرأة للقيام بعملية التوليد، إضافة إلى المطالبة بفتح بحث حول اشتغال ممرض بالجماعة المذكورة لمدة يومين في الأسبوع فقط، الأمر الذي يضطر السكان إلى التنقل بين المؤسسات الصحية بكل من برشيد وسطات، أو المستشفى الجامعي بالدار البيضاء، وهو ما يكلف الأسر مصاريف إضافية.
وتساءلت قديري، في سؤالها الموجه إلى وزير الصحة، عن الإكراهات التي تعيق السير العادي لمركز الأمل لمرضى القصور الكلوي بمدينة برشيد، بسبب افتقار المركز لطبيبة مختصة في أمراض الكلي، بعد استقالة الطبيبة المعنية سنة 2016، مشيرة إلى ما نعتته بالحلول الترقيعية التي نهجتها مصالح الوزارة، بين الفينة والأخرى، وبينت أن هذه الإكراهات تجعل المركز غير قادر على مسايرة الأعداد المتزايدة من المرضى المتوافدين عليه من مختلف تراب الإقليم، والذين يضطرون للبحث عن الخدمات الطبية خارج الإقليم بسبب غياب طبيب مختص، في وقت يتوفر المركز المذكور حاليا على طاقم صحي يتكون من طبيبة عامة تلقت تكوينا في العناية بمرضى القصور الكلوي المزمن، وأربعة أطر تمريضية مؤهلة تابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى مستخدمين تابعين للجمعية التي تتكفل بتسيير المركز، وهي موارد بشرية غير قادرة على سد الخصاص.
من جانبه، نال المستشفى الإقليمي لبرشيد حظه من الأسئلة الموجهة إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، بعد وضع البرلماني صابر الكياف، عن فريق التجمع الوطني للأحرار، سؤالا كتابيا حول غياب طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الإقليمي لبرشيد. وهو السؤال الذي كشف البرلماني الكياف، من خلاله، معاناة عدد من النساء الحوامل بالإقليم من غياب طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الإقليمي لبرشيد، وهو الوضع الذي استمر فترة ليست بالقصيرة، وزاد من معاناة النساء الحوامل وأسرهن بسبب ارتفاع تكاليف التنقل إلى مدن مجاورة لإجراء الفحوصات عند مرحلة معاناة الوضع.
وأكد البرلماني، في السؤال نفسه، أن معاناة الحوامل لا تقف عند هذا الحد، إذ إن المستشفيات الإقليمية بكل من سطات والدار البيضاء، التي تضطر النساء الحوامل المنحدرات من إقليم برشيد للتنقل إليها من أجل زيارة طبيب مختص في النساء والتوليد، ترفض استقبالهن بداعي توفر المستشفى الإقليمي لمدينة برشيد على طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد، والحال أن المستشفى يعرف خصاصا كبيرا في هذا المجال يتسبب في معاناة متكررة للحوامل وأسرهن.
برشيد: مصطفى عفيف