النعمان اليعلاوي
دخل مستشارون برلمانيون على خط أزمة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، في ظل استمرار طلبة الكلية في مقاطعة الدروس، ورفض الوزارة الوصية الاستجابة لمطالبهم بالتراجع عن تقليص سنوات التكوين.
ووجه المستشارون رسالة إلى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، دعوه فيها إلى التدخل لحل ملف طلبة كليات الطب والصيدلة، من أجل العودة إلى الانتظام في الدراسة والتكوين على غرار تدخله لحل ملفات أخرى، مشيرين إلى أن «كليات الطب والصيدلة تعيش منذ مطلع السنة الجامعية الحالية 2023-2024 احتقانا، بسبب مقاطعة الطلبة للدروس النظرية والتطبيقية، احتجاجا على بعض مخرجات السياسة الحكومية في مجال الصحة العمومية وتكوين المهن الطبية والصحية».
وأكدت الرسالة (الملتمس) أن هذا الاحتقان زادت حدته، بسبب مجموعة من القرارات التأديبية التي تم اتخاذها، عوض فتح باب الحوار مع ممثلي الطلبة والإنصات لمشاكلهم وهواجسهم، لافتين إلى أنهم بادروا إلى اتخاذ مجموعة من المبادرات، وعيا منهم بحساسية هذا الملف، الذي «يسيء باستمراره لصورة المملكة، ولمصداقية التعليم العالي، فضلا عن تداعياته الاقتصادية والاجتماعية، كان آخرها طلب عقد اجتماع لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لمناقشة الاحتقان الحاصل على مستوى كليات الطب والصيدلة، وسبل العودة إلى السير الاعتيادي للدراسة والتكوين».
وأضاف المستشارون أن «إنجاح الورش الملكي الكبير للحماية الاجتماعية الذي أعطى الملك انطلاقته، وفي مقدمة ذلك تعميم التغطية الصحية، يقتضي النهوض بالمنظومة الصحية، وهذا شيء لا يمكن أن يتأتى دون تكوين جامعي نظري وميداني، ذي جودة يراعي التحديات والإكراهات»، مشيرين إلى أنه قد تم التوقيع على عريضة المطالبة بالتدخل من أجل فتح حوار وطني مباشر مع اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، وإلغاء جميع العقوبات التي اتخذت ضد ممثلي الطلبة، وهي العريضة التي تجاوز عدد موقعيها 4000 توقيع، وقد تم إيداعها لدى رئاسة الحكومة.
في المقابل، قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، الأربعاء الماضي بمراكش، إن التكوين في مجال الطب «يعد من أولى الأولويات ضمن مشروع الدولة الاجتماعية، كما يسعى إلى ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس»، مضيفا في تصريح للصحافة عقب لقاء عقده مع عمداء كليات الطب والصيدلة بالمملكة، بحضور عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، خصص للوقوف عند الجهود المبذولة في مسلسل إصلاح قطاع التكوين الصحي، أنه تم القيام بعمل كبير خلال الأسابيع الماضية في هذا الصدد، وشدد على أن هناك «رؤية واضحة للمضي قدما وبشكل إيجابي في مسار الإصلاح، من أجل توفير كافة الوسائل والإمكانات وتهيئة الظروف المواتية لطلبة الطب والصيدلة لمتابعة دراستهم، لتحقيق النجاح المنشود وتكوين أطباء المستقبل وإرساء طب في المستوى المطلوب».