شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

برشيد … زراعة الجزر تستنزف الفرشة المائية وتهدد السكان بالعطش

 

برشيد: مصطفى عفيف

 

تعيش مجموعة من الدواوير السكنية بجماعات الفقرة، أولاد عمر، المباركيين، جاقمة وأولاد زيدان وقصبة بن مشيش، ضواحي برشيد، منذ شهور، على صفيح ساخن بسبب أزمة العطش التي باتت تهدد الأمن الاجتماعي بالمنطقة، وجعلت سكان الجماعات المذكورة يخرجون عن صمتهم لمطالبة الجهات المعنية بتوفير حلول فورية للمشكل الذي عمر طويلا، سيما أن المنطقة أصبحت تعاني ندرة الموارد المائية الجوفية والسطحية بعد تراجع منسوب المياه في الفرشة المائية، وهي الوضعية التي تفاقمت مع تزايد المساحات المزروعة بالجزر التي فاقت 8000 هكتار بإقليم برشيد. الأمر الذي دفع السلطات الإقليمية ووكالة الحوض المائي بابن سليمان إلى إصدار قرار يقضي بتقنين العملية وتقليص المساحة المسموح باستغلالها في زراعة الجزر من 7000 هكتار إلى أقل من 2000 هكتار، إضافة إلى استعمال العدادات بالآبار المرخصة وهدم غير المرخصة، مع حصر لائحة الأشخاص الذين يقومون ببيع المياه الجوفية بدون سند قانوني. ورصدت «الأخبار» تداعيات أزمة المياه على المنطقة وتتبعت شرارة الاحتجاجات ضد مزارعي الجزر.

وحسب التقديرات المتداولة، تبلغ المساحات المغروسة من الجزر بإقليم برشيد ما يفوق 8000 هكتار سنويا، تنتشر بالأساس في منطقة الفقرة، أولاد عمر، المباركيين، جاقمة، بن مشيش وأولاد زيدان، علماً أن عمق الحفر للوصول إلى المياه الجوفية في تلك المنطقة يتراوح بين 100 و200 متر، موزعة على أزيد من 200 ثقب أغلبها تم حفرها بدون تراخيص قانونية، ناهيك عن الأحواض التي تفوق مساحتها هكتارين لتجميع مياه السقي في غياب دور السلطات المختصة.
وكشف البحث الميداني، الذي قامت به «الأخبار»، عن ظاهرة تتسبب في استنزاف آلاف الأطنان من مياه الآبار التي يتم تبذيرها في عملية غسل الجزر بعد جنيه، والتي تتجاوز ستة أطنان من المياه في كل عملية، حيث يعمد المزارعون إلى احتكار البيع في السوق الوطنية حين يكون ثمن البيع منخفضا، ويرفضون جني محصول الجزر والاحتفاظ به بالحقول وهي عملية تتطلب السقي باستمرار رغم نضجه، إلى أن يحصل ارتفاع في ثمنه بالسوق ومن ثم يقومون بجنيه وبيعه.

وكان مسؤولو وكالة الحوض المائي أوضحوا، في عرض سابق، أن حوالي 80 في المائة من المساحات المسقية بإقليم برشيد تعد زراعة الجزر الأكثر استهلاكا للماء وتشمل 6300 هكتار، أي 35 في المائة من مجموع المساحة المسقية، فضلا عن أن هناك عجزا في الموازنة المائية يبلغ 30 مليون متر مكعب في السنة بسبب الطلب المتزايد على الماء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى