محمد اليوبي
اهتز مجلس جهة فاس مكناس على وقع فضيحة من العيار الثقيل، بعد انهيار طريق حديثة البناء بضواحي مدينة فاس، كلفت مبلغ مليار و445 مليون سنتيم من ميزانية الجهة، لكن التساقطات المطرية الأخيرة فضحت الغش والاختلالات التي شابت المشروع، الذي أشرفت عليه الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع التابعة لمجلس الجهة.
وأفادت المصادر بأن الأمر يتعلق بمقطع طرقي طوله خمسة كيلومترات يربط بين حي «جنان الورد» وقرية الصناع التقليديين «بنجليق» التابعة للنفوذ الترابي لجماعة سيدي احرازم بضواحي مدينة فاس. وكشفت المصادر أن هذه الطريق تم إنفاق مبالغ كبيرة من أجل إصلاحها، تفوق ثلاثة ملايير سنتيم، لكنها أصبحت غير صالحة للاستعمال، ما يزيد من معاناة الصناع التقليديين الذين يشتغلون في صناعة الفخار بمنطقة «بنجليق». وطالبت جمعيات مهنية تمثل هؤلاء الصناع بفتح تحقيق في مختلف مشاريع إصلاح هذه الطريق، وآخرها المشروع الذي أشرف عليه مجلس جهة فاس مكناس.
وحسب البطاقة التقنية لمشروع الترميم الذي تشرف عليه الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع التابعة لمجلس الجهة، فقد تم تخصيص مبلغ مليار و445 مليون سنتيم لمشروع إصلاح الطريق، حيث تم تفويت الصفقة لإحدى المقاولات من مدينة مكناس، لإنجاز المشروع في ظرف سنة، ومع اقتراب نهاية الأشغال، انهارت عدة أجزاء من هذه الطريق بسبب الأمطار التي تهاطلت على المنطقة، خلال الأسبوع الجاري. وأفادت مصادر محلية بأن التساقطات المطرية فضحت اختلالات في المشروع، من بينها الاكتفاء بترميم الطريق القديمة، وعدم تشييد منشآت فنية ببعض النقط السوداء، التي تعرف انجرافا مستمرا.
وحسب معطيات حصلت عليها «الأخبار»، فإن جماعة سيدي حرازم، التي يوجد المشروع داخل نفوذها الترابي، لا علم لها بحيثيات الصفقة، شأنها في ذلك شأن المصالح الإقليمية لوزارة التجهيز والنقل، باعتبارها الجهة الوصية على الطرق، حيث أكد مسؤولون، في عدة اجتماعات رسمية، عدم توفرهم على أي ملف يتعلق بصفقة هذا المشروع. وأكدت المصادر أن هذه الطريق كانت قد أنجزت في وقت سابق، وصرفت عليها حوالي ملياري سنتيم، ثم أصبحت في وضعية متدهورة، ليقرر مجلس الجهة إعادة ترميمها لتيسير الولوج إلى مشروع «بنجليق» لصناعة الفخار وفك العزلة عن بعض الدواوير المجاورة .