تارودانت: محمد سليماني
انقطعت جماعات ترابية بإقليم تارودانت، وخصوصا تلك المتاخمة لإقليم الحوز، عن العالم الخارجي، وظلت حصيلة ضحايا الزلزال بهذه المناطق غير معروفة في البداية بعدد من الدواوير، وذلك بسبب انهيار عدد من المسالك الطرقية وتوقف شبكة الهاتف، الأمر الذي جعل مناطق عديدة بجماعات «توبقال»، و«اوناين»، و«تيزي نتاست»، و«تالماكانت»، و«سيدي واعزيز» و«تفنوت»، وغيرها من جماعات إقليم تارودانت، معزولة عن العالم الخارجي والوصول إليها صعبا.
ورغم أن إقليم تارودانت يعتبر المنطقة الأكثر تضررا بعد إقليم الحوز، إلا أن شساعة هذا الإقليم ووعورة بعض المسالك المؤدية إلى بعض الدواوير بعدد من الجماعات الترابية، يجعل حصيلة الضحايا مؤقتة، حيث إن الجرافات لم تصل بعد إلى بعض الدواوير بسبب انهيار بعض المسالك الوعرة في الأصل، ووجود انهيارات صخرية من بعض الجبال المطلة على هذه المسالك، حيث أغلقت هذه الطرقات في وجه حركة السير بفعل تراكم الأحجار والأتربة، الأمر الذي يجعل الوصول إلى بعض الدواوير بعدد من الجماعات الترابية صعبا للغاية، كما أن حصيلة ضحايا الزلزال بإقليم تارودانت تبقى مؤقتة، وهي مرشحة للارتفاع بشكل كبير في الساعات والأيام القادمة.
واستنادا إلى المعطيات، فإن ما يجعل حصيلة الضحايا بإقليم تارودانت مرشحة للارتفاع بشكل كبير في الساعات القادمة، هو طبيعة المنازل السكنية بعدد من الجماعات الترابية بالإقليم، حيث إنها منازل طينية سهلة الانهيار، وبما أن الهزة الأرضية كانت قوية، فإن عددا من الدواوير بالإقليم سويت بالأرض، ولم تعد تظهر منها سوى بعض آثار البنايات كما هو الشأن مثلا بالنسبة لدوار «إكر أوفلا». وبعد انهيار هذه المنازل السكنية، فإن قاطنيها أصبحوا تحت أنقاض جد ثقيلة من أتربة مدكوكة وأخشاب وأعمدة، إضافة إلى الاختناقات الكبيرة التي تسببها هذه الأتربة بعد سقوطها.
وما يرشح حصيلة الضحايا بالإقليم للارتفاع بشكل كبير جدا، كذلك، أن الهزة الزلزالية ضربت المنطقة في وقت يأوي سكان هذه القرى والبلدات إلى بيوتهم بعد يوم عمل، حيث إن سكان هذه المناطق القروية ينامون باكرا من أجل الاستيقاظ باكرا للعمل في الحقول والمزارع والرعي، لهذا فإن عامل الليل كان له أيضا نصيب وافر في رفع عدد الضحايا، كما أن له كذلك تأثير على الموجودين تحت الأنقاض، حيث يصعب عليهم بفعل الظلام الدامس تبين طريقهم من تحت الأنقاض للخروج أحياء.
وفي سياق ذي صلة، فإن القوات المسلحة الملكية تمكنت، في وقت لاحق، من فتح عدد من المسالك الطرقية الوعرة بعدد من الجماعات الترابية بإقليم تارودانت، وخصوصا تلك التي تعرضت لأضرار بالغة بسبب محاذاتها لإقليم الحوز. وتمكنت القوات المسلحة والسلطات العمومية من الوصول إلى بعض القرى، وإيصال الماء والغذاء إلى سكانها، فيما تتواصل عمليات رفع الأنقاض ونقل المصابين إلى المراكز الاستشفائية، ودفن الجثث.
إلى ذلك، حل والي أكادير رفقة عامل إقليم تارودانت ورئيس مجلس الجهة بعدد من الجماعات المتضررة، وذلك من أجل معاينة حجم الأضرار وتفقد سير عمليات رفع الأنقاض ومحاولات إنقاذ المصابين، وانتشال الجثث وتتبع سير التكفل بالناجين.