النعمان اليعلاوي
هز زلزال مدو نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة الحالية، فقد تلقت هذه النقابة هزيمة مدوية في انتخابات الموظفين المنظمة أول أمس (الخميس)، ما بات يهددها بالابتعاد عن مربع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية التي تجالس الحكومة من أجل المشاركة في مفاوضات الحوار الاجتماعي. فقد تصدر الاتحاد المغربي للشغل، النتائج النهائية لانتخاب ممثلي الموظفين في اللجان الإدارية المتساوية الأعضاء في قطاع الصحة، بعد حصوله على 124 مقعدا وحوالي 24.8 في المائة من نسبة الأصوات المعبر عنها، فيما أشارت الأرقام الرسمية لوزارة الصحة إلى أن نسبة المشاركة بلغت 69.63 في المائة، في هذه الانتخابات التي شهدت تنافسا قويا بين النقابات الموالية للأحزاب والتنظيمات المستقلة.
وكشفت نتائج الانتخابات المعلن عنها حصد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل للمركز الثاني بـ103 مقاعد، ونسبة أصوات بلغت 20.6 في المائة، فيما حلت الفيدرالية الديمقراطية للشغل، الذراع النقابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في المركز الثالث بـ71 مقعدا، والنقابة المستقلة للممرضين التي حلت في المركز الرابع بـ70 مقعدا، و14 في المائة من مجموع الأصوات، تلتها النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام التي حصلت على 8.76 في المائة من الأصوات، والاتحاد العام للشغالين، الذراع النقابي لحزب الاستقلال، الذي حصل على 8.27 في المائة من الأصوات ثم الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، ذراع حزب العدالة والتنمية الذي حصل على 6 في المائة فقط من الأصوات متفوقة فقط على لائحتين بدون انتماء والمنظمة الديمقراطية للشغل، التي حصلت على 3 مقاعد، فيما اللائحتان الأخيرتان نالتا 4 ومقعد واحد على التوالي.
وفي قطاع العدل تصدرت النقابة الديمقراطية للعدل، التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، الذراع النقابي لحزب الاتحاد الاشتراكي، نتائج الانتخابات بنسبة 81,87 في المائة، وبالتالي، حصلت على 307 مقاعد، ولم تحصل الجامعة الوطنية لقطاع العدل، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، سوى على 36 مقعدا، أي بنسبة 9,60 في المائة، تلتها النقابة الوطنية للعدل، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بنسبة 6,17 في المائة بـ23 مقعدا، فيما جاءت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التابعة لحزب الاستقلال، في ذيل الترتيب، إذ لم تحصل سوى ثلاثة مقاعد، بنسبة، 0,80 في المائة، بعد لائحة بدون انتماء، التي حصلت على أربعة مقاعد بنسبة 1,07 في المائة.
من جانبه، اكتسح الاتحاد المغربي للشغل الانتخابات المهنية في قطاع المالية حيث حصل على 70 في المائة من المقاعد متبوعا بالاتحاد العام للشغالين. وكشفت مصادر نقابية أن قطاع التربية الوطنية الذي تتواصل فيه عملية فرز الأصوات، شهد انتكاسة كبيرة لنقابة الاتحاد الوطني للشغل، الذراع النقابي ل”البيجيدي”، التي تتجه لفقدان التمثيلية في القطاع، حسب المصادر التي أوضحت أن أغلب نتائج الفئات المهنية في التربية الوطنية من إداريين وتقنيين شهدت اكتساحا للاتحاد المغربي للشغل في الشمال بالتحديد.
وقالت المصادر إن النتائج الأخيرة في انتظار صدور نتائج القطاعات الوزارية، تشير إلى أن نقابة «البيجيدي» قد تفقد التمثيلية بشكل نهائي، بعدما كانت قد حصلت عليها في الانتخابات المهنية السابقة، واعتبرت المصادر أن «النقابة المقربة من الحزب الحاكم واجهت تصويتا عقابيا في عدد من القطاعات بما فيها التي يسيرها وزراء من الحزب نفسه».
