شوف تشوف

الرئيسيةثقافة وفن

انتقلت للتنشيط الإذاعي في حفل بقلعة السراغنة و«ريحة الدوار» انطلق بنبش في صراع عبدة ودكالة حول بئر

مانسيناكش محمد عاطر (فنان)

حسن البصري

تجربة الثنائي «لهبال» قادتكما إلى الملاهي الليلية..

مقالات ذات صلة

تجربة «لهبال» الفكاهية قادتنا إلى الأعراس، إلى المهرجانات وإلى الملاهي الليلية، حيث كنا نقدم وصلات فكاهية في تجربة جديدة بالنسبة لنا، وغالبا ما كنا ننشط ثلاثة محلات في ليلة واحدة. وعلى العموم فالتنشيط في الملاهي فيه شيء إيجابي وسلبي ونحن كنا في بدايتنا، لكن حضورنا في هذه الأمكنة كان له وقع خاص لدى جمهور خاص ونوعي. كنا نشتغل في شهر رمضان بدون كحول (فرجة حلال)، وهذا ما يجب أن يعرفه الجمهور. هنا تحضرني واقعة حصلت لنا ذات مساء ونحن نتنقل من ملهى لآخر على متن دراجة نارية لا تتوفر على وثيقة تأمين، وكنا نقضي وقتا طويلا في مراوغة رجال الأمن حتى لا نخلف الوعد مع الجمهور.

متى بدأت إطلالتك في سلسلة تلفزيونية؟

حين قطعت علاقتي مع الثنائي وقررت دخول مرحلة أخرى واقتحام المشهد المرئي، شاءت الأقدار أن أدخل أول تجربة تلفزيونية لي إلى جانب الفنان حسن فولان سنة 2001 من خلال المسلسل الكوميدي «زايد ناقص» الذي قادني إلى التلفزيون وفتح لي آفاقا أخرى للاشتغال في أعمال عديدة على غرار سلسلة «مداولة»، وغيرها من الأعمال، من بينها «المستضعفون»، «العام طويل»، «جوا منجل» وأعمال أخرى يضيق المجال للإحاطة بها كلها. المهم بدأت أدخل بيوت المغاربة صوتا وصورة بعد أن أدخلتني الأشرطة الغنائية للبيوت. كانت تجربة رائعة تعلمت فيها الكثير من فنانين مبدعين منهم من لقي ربه ومنهم من ينتظر.

هل تذكر كيف تم الانتقال من ثنائي «لهبال» إلى التنشيط الإذاعي؟

أستحضر دائما هذا القول: «رب اختر لي ولا تدعني أختار»، ثم إنني أومن دوما بالقدر خيره وشره، لهذا قادتني الظروف يوما للاختيار بين عرض تنشيط حفل بمقاطعة سيدي عثمان بمقابل مالي، وعرض تكريمي على شرف أحمد اخشيشن، رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، في مدينة قلعة السراغنة من تنظيم الأخ الصحافي حسن لحمادي. اعتذرت للإخوان في مقاطعة سيدي عثمان، وقررت السفر إلى القلعة بشكل تطوعي لأنني اعتبرت مساهمتي الفنية انخراطا في عمل تطوعي ومبادرة إنسانية. المهم قدمت العرض الفكاهي وكان آخر عرض مبرمج في الحفل، لقيت مساهمتي استحسان الجميع وتفاعل معها الجمهور، بل إن كمال لحلو، الرئيس المدير العام لمحطة «كازا إف إم»، اقترح علي الاشتغال معه في المحطة الإذاعية منشطا ضمن فريق تنشيط صباحي، قضيت ثمانية أشهر، كانت تجربة رائعة جعلتني أطل على جمهور آخر.

لماذا غادرت الميكروفون؟

لم أغادر الميكروفون ولكني غادرت «البلاطو» التصويري، في برامج صباحية مثل «صباح الخير يا بلادي» مع خالد نزار أو الناب، فجاءني خالد الكيراوي وقال لي: لماذا لا تقدم برنامجا إذاعيا خاصا بك، تستقل به ويكون لك فيه هامش من الإبداع؟ تحمست للفكرة وكان خالد حينها رئيسا لقسم البرمجة بالإذاعة، من هنا جاءت فكرة «ريحة الدوار» في البداية، برنامج أسلط فيه الضوء بشكل فكاهي على عادات وتقاليد وأنماط العيش في البادية المغربية التي تكاد تنقرض. فسجلت الحلقة الأولى عن «السارح» الراعي بالخيايطة نواحي الدار البيضاء، ثم أخرى عن السوق ثم عن الخطبة ثم عن الزواج وغيرها من الأمور المرتبطة بحياة القرية المغربية.

لكن البرنامج سيأخذك للنبش في تاريخ القبائل..

بعد بث أربع حلقات نبض معيني وأصبحت أبحث عن مواد أخرى مختلفة عن البدايات، فاقترح علي أحد الأصدقاء النبش في قصة صراع قبيلتي عبدة ودكالة حول البئر الشهير، وذهبنا معا إلى هناك. نجحت الحلقة التي جمعت بين المعلومة التاريخية والصراع القبلي في قالب ساخر، أذكر أن أحد سكان المنطقة جاء إلى عين المكان وطلبنا منه تصريحا حول قصة النزاع بين عبدة ودكالة بسبب بئر، فرد علينا قائلا: «ظننت أنكم جئتم من الرباط لفتح بئر»، وهكذا انطلقت رحلة البرنامج في مطاردة أصول الأمثال المنسوبة إلى القبائل المغربية مثل «عشرة فعقيل» بقبيلة بني مسكين، وإلى أصل الحكايات الشعبية المتداولة، وشيئا فشيئا، شعرت بأن البرنامج سينجح وسيستمر لثلاثة مواسم أو أربعة. لم أكن أتصور أن يأخذ البرنامج هذا المنحى الإعلامي في الحفاظ على الموروث الشفهي للقبائل المغربية وإحياء ذاكرتها، وما تصورت أن يصل إلى الموسم الرابع عشر. وطبعا، كلما زاد عمر البرنامج زاد ثقل المسؤولية. فالمحافظة على النجاح تتطلب مجهودات حد الإرهاق، لأن المتلقي ينتظر منك دائما الأفضل. ولا داعي لأذكر لك مدى العناء الذي نعيشه في سبيل الوصول إلى منطقة شبه معزولة، وإعداد حلقة ناجحة ترضي المستمعين من جانب الإمتاع، وتستجيب لتطلعات المهتمين من جانب المعرفة.

لكنك لا تركز على الجانب المعرفي..

لا أركز على الجانب الأكاديمي في البحث عن المعلومة، لأن طابع البرنامج فكاهي أولا وعلماء الاجتماع القروي والأنثروبولوجيا لهم مجالهم، لهذا أسعى للكشف عن المواقف البدوية الحاضرة في حياة القروي بأسلوب خام لا تصنع فيه ولا صباغة، أي أن يكون الشخص البدوي على سليقته. هذه الميزة مكنتني من ضمان مكانة ضمن الكبار في المشهد الإذاعي، فاقترن اسمي بـ«ريحة الدوار» وتخلص من خانة الثنائي، لكن، صدقني، الإذاعة غيرت مساري وكانت منعطفا جديدا جعلني ألبس التنشيط رداء السخرية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى