النعمان اليعلاوي
ما زال مشروع تصميم تهيئة الرباط يثير جدلاً واسعًا بين أعضاء مجلس المدينة، رغم التصويت عليه من طرف المجلس بالأغلبية خلال الجلسة الاستثنائية التي خصصت لهذا الغرض الأسبوع الماضي. وأكد عبد الحق مجاهد، نائب عمدة الرباط، أن الشق التقني، المتعلق بمجلس مقاطعة يعقوب المنصور، محط انتقاد الساكنة بسبب الصيغة المقترحة بتكوين المباني إلى بنايات ذات خمسة طوابق، لما لها من عواقب وخيمة على نفسية الساكنة، التي دخلت في حالة من الهلع والخوف وترقب لمصير مجهول، وتضارب الآراء نتج عنه عدم الاستقرار النفسي للساكنة، حسب المسؤول الجماعي، الذي أشار إلى أن «الساكنة منضبطة ومنخرطة بشكل إيجابي في هذا المشروع، وملتزمون في حال تم منحهم R+3 في شارع المحيط الهادي، احتراما لدفتر التحملات، وبالتالي سيتم احترام جمالية المدينة وسنمنح للساكنة الاستقرار الاجتماعي».
من جانبه، أثار عمر الحياني، عن فريق فيدرالية اليسار، قضية مشروع تصميم التهيئة الحالي في عاصمة الأنوار، مبديا استياءه من نقص الوضوح والطموح والشجاعة في هذا المشروع، مؤكدًا أن السكان ينتظرون منذ 14 عامًا لرؤية حل جذري لمشاكل التعمير في المدينة. وأشار الحياني إلى أن الرباط تعاني من نقص حاد في عدد السكان، وأن الإجابات والتوجيهات الواضحة غائبة في المخطط الحالي، لافتا إلى أنه تم توفير فقط 600 وحدة سكنية سنويًا في الرباط، ما يثير تساؤلات حول مصير هؤلاء السكان، مشيرا إلى وجود طلبات كبيرة من سكان الرباط للحصول على مناطق تنمية جديدة، مثل منطقة عكراش، ومع ذلك «تم طمس مخطط لتهيئته، بالإضافة إلى الصمت المحيط بمناطق أخرى مثل «البستان»، «سيكتور 25 بحي الرياض»، ما زاد من عدم الوضوح وانتشار الشائعات بين السكان» حسب الحياني.
يشار إلى أن تصميم تهيئة الرباط يتضمن خمس مناطق تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 117 كيلومترا مربعا، وقرر المشروع توسيع نطاق المدينة إلى مساحتين جديدتين، أولاهما تُعرف بـ «البستان» وتمتد على مساحة 236 هكتارًا، بينما الثانية تسمى «عكراش» وتغطي مساحة تبلغ 1136 هكتارًا. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع إنشاء تسع مناطق لمشاريع متنوعة على مساحة تبلغ 487 هكتارًا، وتجديد حضري لسبع مناطق على مساحة 141 هكتارًا، وتخصيص أربع مناطق للخدمات، بالإضافة إلى تخصيص 262 هكتارًا للمساحات الخضراء بهدف زيادة المساحات الخضراء لتصبح 80 مترا مربعًا للفرد بدلاً من 75 مترا مربعًا.
