أكادير: محمد سليماني
مباشرة بعدما كشفت وكالة الحوض المائي لسوس ماسة عن الوضعية الهيدرولوجية بمجموع السدود التسعة التابعة للجهة، وتسجيل ارتفاع حقينة بعض هذه السدود، ومن بينها سد أولوز، حتى سارع فلاحو حوض الكردان إلى بحث سبل الاستفادة من هذه الواردات المائية.
واستنادا إلى المعطيات، فقد عقدت أول أمس الثلاثاء جمعية المستقبل لمستعملي المياه المخصصة للأغراض الزراعية، التي يرأسها يوسف الجبهة رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، اجتماعا تم التطرق من خلاله إلى الوضعية الصعبة والحرجة التي يعيشها الفلاح بمدار الكردان نتيجة تراجع الموارد المائية بالمنطقة وتوقف تزويد المدار من مياه سد أولوز لما يفوق 10 أشهر، والحالة التي آلت إليها الضيعات الفلاحية من خلال تراجع الإنتاج وتأثيره المباشر على محطات التلفيف التي عرفت توقفا جزئيا أو تاما.
ويأتي هذا الاجتماع مباشرة بعد تسجيل سد أولوز واردات مائية عقب التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها المنطقة، والتي أحيت الآمال لدى الفلاحين في الاستفادة من هذا المنسوب المائي وضمان جزء يسير من مياهه للري للإبقاء على المغروسات حية، في انتظار تحسن الوضعية الهيدرولوجية من خلال غيث تجود به السماء، وإنجاز محطة تحلية مياه البحر الموجهة لحوض سوس.
وقد خلص الاجتماع إلى ضرورة ترافع الجمعية ومعها المؤسسات الفاعلة في الشأن المائي والفلاحي لتمكين المدار المسقي للكردان من أكبر نسبة ممكنة من واردات سد أولوز المائية، إضافة إلى البحث لإيجاد صيغ توافقية لتدبير العلاقة بين الفلاحين والشركة الخاصة المفوض لها تدبير مياه سد أولوز فيما يخص بعض المستحقات التي يشير إليها العقد بين الطرفين مراعاة للظرفية الحالية.
واستنادا إلى المعطيات، فقد استقبل سد أولوز، إلى حدود الثامنة صباحا من يوم الاثنين المنصرم واردات مائية طفيفة تصل إلى 5,307 ملايين متر مكعب من المياه جراء التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها عالية مناطق متعددة من إقليم تارودانت وطاطا. وقد مكنت هذه الواردات المائية من رفع حقينة هذا السد الذي كان يزود مدار الكردان الفلاحي بمياه الري بشكل طفيف إلى 11,140 مليون متر مكعب، بنسبة ملء تصل إلى 12,5 في المائة، بعدما كانت حقينة هذا السد في شهر مارس الماضي في حدود 10,42 مليون متر مكعب، علما أن مجموع حقينة هذا السد هي 89 مليون متر مكعب،.
وحسب المعلومات، فقد قامت الشركة المكلفة بتدبير مياه سد أولوز، المزود الرئيسي لحوض الكردان بمياه السقي، بتوقيف تزويد هذه ضيعات بالمياه انطلاقا من هذا السد، وذلك بسبب تناقص حقينته بشكل كبير جدا. وسبق أن توقف سد أولوز عن تزويد ضيعات حوض الكردان بمياه الري خلال شتنبر من السنة الماضية، قبل أن يدخل وزير الداخلية على الخط، حيث أكد في لقاء مع ممثلي فلاحي المنطقة أن عملية تزويد ضيعاتهم بمياه السقي ستستمر طيلة شهر شتنبر بالصيغة نفسها التي استفادوا منها طيلة شهر غشت 2023، دون نقصان، الأمر الذي رحب به الفلاحون، وجعلهم يتنفسون الصعداء، بعدما سبق أن أنهي إلى علمهم من قبل أن الشركة المشرفة على تدبير مياه سد أولوز، ستتوقف عن تزويد الضيعات الفلاحية بمياه السقي، وسيتم تخصيص الكميات المتبقية بالسد للمياه الصالحة للشرب لتلبية الطلب المتزايد بمدينة أكادير وضواحيها، بعدما عرفت السدود التي تزود المدينة تناقصا كبيرا. وكانت وكالة الحوض المائي لسوس- ماسة، قد أخطرت فلاحي منطقة الكردان قبل ذلك بأنهم لن يتزودوا بمياه السقي خلال شهر شتنبر، غير أن قرار وزير الداخلية أعاد حينها الأمل للفلاحين، بحيث تم تخصيص 3,6 مليون متر مكعب للأغراض الفلاحية لسقي ضيعات سبت الكردان الممتدة على مساحة 10 آلاف هكتار، بالرغم من أن نسبة ملء سد أولوز لم تكن تتجاوز حينها 20 مليون متر مكعب.