شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

الملك خط أحمر

ما تعيشه الانتخابات الإسبانية في علاقتها بالمغرب يبعث على الفخر ويبعث، في الوقت نفسه، على التقزز، يبعث على الفخر لأن الموضوع الحاسم في تحديد المزاج الانتخابي هو علاقة إسبانيا بالمغرب حتى أصبح بلدنا الناخب الأول في انتخابات الجزيرة الإيبيرية، لكن ما يبعث على التقزز والاشمئزاز أن أي نكرة في عالم السياسة أو العمل النقابي أو مهنة الصحافة في إسبانيا يريد أن يبحث عن الشرعية الانتخابية أو يحاول صناعة “البوز” الانتخابي والإعلامي وبلوغ الشهرة لكي يتم الانتباه إليه من طرف الرأي العام، يهاجم رموز الدولة المغربية وعلى رأسها الملك محمد السادس.

وخلال الأيام الأخيرة، مع دخول الحملة الانتخابية ساعاتها الأخيرة، ارتفع منسوب الهجوم على رئيس الدولة المغربية، سيما من طرف التشكيلات اليمينية المتطرفة والمجهرية التي جعلت من مهاجمة الملك محمد السادس برنامجها الانتخابي الوحيد واليومي بحثا عن مكان تحت الشمس في المشهد السياسي الإسباني.

قد نتفهم أن تبدي النخبة الإسبانية تخوفاتها من قضية الهجرة، وقد نستوعب أن يكون موضوع اتفاق الصيد البحري والفلاحي أحد الموضوعات الفرعية في السباق الانتخابي، لكن أن يصبح الملك محمد السادس وصوره أداة انتخابية في يد اليمين واليسار الإسباني المتطرف فهذا أمر مرفوض ويجسد سياسة الهروب إلى الأمام التي يمارسها جزء من النخبة الإسبانية.

للأسف تناسى المتصارعون على مقاعد الكورتيس كل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية التي تشكل عادة الفيصل في نتائج الانتخابات، وحولوا كل تركيزهم نحو الموقف من الوحدة الترابية المغربية وقوة الملك محمد السادس ومقترح الحكم الذاتي، ومكانة المؤسسة الأمنية ومكاسب الديبلوماسية المغربية وتطور القوة العسكرية المغربية، وهذا دليل على عجز الأحزاب السياسية اليسارية واليمينية المتطرفة، على وجه الخصوص، في صناعة خطاب انتخابي ذي نفس اجتماعي واقتصادي محلي قادر على استقطاب وإغراء الناخب الإسباني.

والحقيقة، مهما كانت مؤلمة لإسبانيا، هي أن إصرار جزء من نخبتها على إقحام المغرب في شأنها الداخلي لن يسيء إلى دولتنا بل إنه أعطى مفعولا عكسيا تماما، لأنه جعل من بلدنا المقرر الأول والأخير في مصير استحقاقات إسبانيا، وهذا يسيء إلى ديمقراطيتها وتاريخها ونظامها السياسي في الأول والمنتهى.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى