في إطار التوجهات العالمية نحو التحول إلى الطاقة النظيفة، يتسارع المغرب نحو ريادة صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في إفريقيا، مستفيداً من موارده المعدنية الهائلة وموقعه الاستراتيجي. وأظهر تقرير جديد، أصدرته الحكومة البريطانية، الإمكانات الكبيرة للمملكة في هذا المجال، حيث يُعتبر المغرب من أبرز الوجهات العالمية للاستثمار في صناعة البطاريات. يتميز المغرب بوجود كميات كبيرة من المعادن الأساسية، التي تدخل في صناعة البطاريات مثل، الليثيوم والنيكل والكوبالت، وهي من العناصر الأساسية التي يعتمد عليها إنتاج البطاريات الكهربائية. هذه الموارد تجعل من المملكة مركزًا مثاليًا للإنتاج والتصنيع، خصوصًا في ظل الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية في السوق العالمية. ووفقًا للتقرير البريطاني، يُتوقع أن يسجل المغرب تكلفة إنتاج تنافسية للبطاريات بحلول سنة 2030، مما يجعله في منافسة قوية مع الدول الأوروبية. وبفضل موقعه الاستراتيجي واتفاقياته التجارية مع أوروبا وأمريكا، يعد المغرب بوابة رئيسية لتصدير البطاريات إلى أسواق ضخمة حول العالم. و قال التقرير إن المغرب لم يقتصر على الموارد الطبيعية فقط، بل سعى أيضًا إلى توطين صناعة البطاريات عبر جذب استثمارات ضخمة من شركات عالمية، خاصة الصينية. هذه الاستثمارات تتضمن إقامة مصانع للإنتاج وتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم هذه الصناعة. وبالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن يخلق هذا القطاع آلاف فرص العمل في مجالات التعدين والصناعة، ويُسهم في تنمية الاقتصاد الوطني. وتسعى الحكومة المغربية إلى تعزيز قدراتها الصناعية في هذا المجال من خلال توفير بيئة أعمال داعمة للمستثمرين، مع تنفيذ سياسات تشجيعية وحوافز استراتيجية. يتيح ذلك للمغرب التميز في صناعة البطاريات، التي أصبحت من القطاعات الرئيسية التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة. مع تزايد التوجهات العالمية نحو السيارات الكهربائية، يُظهر المغرب إمكانياته لتصبح أحد أبرز مراكز تصنيع البطاريات في إفريقيا والعالم، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي ويسهم في تحقيق مستقبل أكثر استدامة.
