شوف تشوف

الرئيسيةتعليمتقاريرمجتمع

المجلس الأعلى للتعليم يكشف عيوب نظام البكالوريوس

النعمان اليعلاوي

وضع المجلس الأَعلى للتربية والتكوين سلك البكالوريوس للهيكلة البيداغوجية الخاصة بالتعليم العالي، تحت مجهر التمحيص، مشيرا إلى غياب تصور وعدم وضوح الرؤية والغاية من التغيير في النظام التعليمي الجامعي. وأَشار المجلس في رأي لَه حول الموضوع إلى أَن إضافة سلك البكالوريوس يطرح مجموعة من الصعوبات التنظيمية والتدبيرية، منها أن إضافة سلك جديد ومواز لا يضمن تحقيق أهداف جودة التكوين بمؤسسات الولوج المفتوح، وهو ما تؤكده تجارب سابقة مثل «الإجازة التطبيقية»، و «الإجازة المهنية»، غير الناجعة، حسب تقرير المجلس، الذي نبه إلى أَن تمديد مدة السلك بسنة لا يوازيه تعزيز على مستوى اكتساب المعارف والكفايات الأكاديمية، ولا يطابق في توزيع أصناف الوحدات المعايير المعمول بها في هذا المجال، مما يطرح تساؤلا حول آثار هذا التغيير على مستوى اكتساب المعارف والكفايات بالنسبة لمجال تكوين خريجي السلك.

في السياق ذاته، أشار المجلس إلى أنه لم يتم تقديم المبررات العلمية والبيداغوجية التي أفضت إلى تغيير مدة التكوين في السلك الأول للتعليم العالي وفي الماستر، فتمديد مدة التكوين بالسلك الأول اقتصر على إرساء وحدات الكفايات الحياتية والذاتية ووحدات الانفتاح، مقابل تقليص الغلاف الزمني للوحدات المعرفية، فِي حين أن تقليص مدة التكوين فِي الماستر لا يجد مبررا في تمديد مدة الدراسة بسلك البكالوريوس، وسينعكس ذلك حتما على جودة التكوين بالنسبة للحاصلين على البكالوريوس، فيما اعتبر المجلس أن عدم تعميم سلك البكالوريوس واعتماد سلكين متوازيين بمؤسسات الولوج المفتوح سيحدث اضطرابا تدبيريا بهذه المؤسسات، وسيخلق صعوبات في تدبير المسارات التكوينية للطلبة.

ومن جانب آخر، سجل الرأي وجود صعوبات جمة لم تتم الإشارة إلى حلول لها، منها محدودية التأطير، والتكلفة المادية لإضافة سنة، فضلا عما يطرحه اعتماد دورات تكوينية صيفية من إشكال تدبيري في غياب ضوابط تحدد مدتها، كما أبرز المجلس أن الغاية من سنة تأسيسية ليست واضحة في الهيكلة البيداغوجية لتوزيع الوحدات في السنة الأُولى؛ هل هي سنة انتقالية بين التعليم الثانوي والتعليم العالي تخصص استدراك المعارف والكفايات اللازمة، أم تندرج في طور أولي للمسلك بمحتويات أساسية خاصة بالتعليمِ العالي، خاصة وأَن ثلث الغلاف الزمني مخصص للوحدات المعرفية، بينما تم تخصيص ثلثين للكفايات العرضانية، حسب المجلس، الذي قدم توصياته، وعلى رأسها تحديد مدة الانتقال إلى هذا النظام وشروط نقل المكتسبات من الإجازة للبكالوريوس بالنسبة للطلبة الراغبين في نقل مسارهم الدراسي، أَو في حال الانتقال الكلي إلى النظام الجديد.

وأوصى المجلس بتحديد أسباب وأهداف توسعة النظام إلى المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح والتي لا تعرف ضعفا في مردوديتها، وتتوفر على أسلاك خاصة بها، كما دعا الرأي إلى اعتماد ضوابط ومواصفات موحدة لولوج سلك البكالوريوس، مع إعادة النظر في تمديد سنة إضافية في هذا السلك، وتنظيم السنة الدراسية، وملاءمة مسارات البكالوريوس مع حاجيات ومتطلبات الحياة المهنية، فضلا عن إعادة النظر في مدة الماستر، خاصة وأَن تقليصه إلى سنة واحدة سيضعف جودة التكوين، كما أوصى المجلس باعتماد سياسة واضحة ومستديمة تهم استشراف الحاجيات لاستيعاب الأعداد المتزايدة للطلبة الوافدين على المؤسسات الجامعية، ومراجعة منظومة الانتقاء لولوج السلك الأول من التعليم العالي بمؤسسات الولوج المفتوح، واعتماد تغيير جذري في طرق التكوين فِي اللغات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى