الماء والصيف (1)
عند ارتفاع درجة الحرارة يحتار العديد من الناس في معرفة المشروبات المناسبة لإطفاء العطش وتجنب الجفاف، خصوصا بالنسبة إلى الأطفال والشيوخ، الفئتان الأكثر تأثرا بالحرارة، والمفاجأة أن هناك مشروبات يلجأ إليها الناس على اعتبار أنها أيضا تقي من شر الجفاف، في حين أن مفعولها عكسي تماما، بل وقد تزيد من خطر تعرض الجسم للجفاف، من بين هذه المشروبات تلك الغنية بالكافيين، كمشروبات الطاقة والشاي والقهوة لأنها تدر البول، مما يزيد من حالة الجفاف.
وما يفاجئ أكثر وأكثر هو أن ما نشاهده على شاشات التلفاز من إعلانات للمشروبات الغازية، توضح أنها الحل الذي لا يضاهيه حل آخر لتبريد الجسم ومقاومة العطش، لا أساس لها من الصحة، لأنها وبكل بساطة تحتوي على مادة الكافيين أيضا، وما يزيد الأمر سوءا هو أنه مشروب شديد الحلاوة به كميات كبيرة من السكر، تؤدي عند شربه إلى شعور مؤقت بتجاوز حالة العطش والبرودة، تتلوها حاجة ملحة إلى شرب الماء، لأنه يسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، وهذا ينطبق على جميع المشروبات المحلاة من نكتار وعصائر معلبة.
هذا يعلمنا عدم الانسياق وراء الإعلانات الواهية وأن نتحكم بعقولنا ونستشير ونطلع لنختار ما يناسبنا من منتوجات، فليس كل ما يلمع ذهبا. من هنا نستنتج أن الماء هو أفضل وأحسن ما يمكن أن يطفئ العطش ويقي من الجفاف على الإطلاق، وهو مشروب لا يضاهيه أي مشروب آخر في هذه الميزة. هكذا ننصح بأن يلتجئ المرء إلى شرب الماء قبل الإحساس بالعطش، وطيلة اليوم، حوالي 8 أكواب في اليوم، على أن لا تكون شديدة البرودة. وإذا تعلق الأمر بالمياه المعلبة فيفضل اختيار المياه المعدنية التي يكون مصدرها إحدى العيون الطبيعية، وإذا ما كانت شديدة التركيز بالمعادن فهي لا تناسب الأطفال الرضع أقل من سنة، ويمكن خلطها مع مياه الصنبور لتخفيف تركيزها، وإلا فمياه الصنبور تفي بالحاجة، خصوصا إذا قمنا بغليها وتبريدها قبل شربها.