الأخبار
أفادت مصادر موثوق بها بأن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية، بمحكمة الاستئناف بالرباط، أسدلت الستار، ليلة الخميس الماضي، على الملف المرتبط بجريمة القتل العمد والشذوذ الجنسي التي هزت مدينة سلا في شتنبر الماضي، بعد مقتل شخص أربعيني من طرف المتهم الرئيسي ورمي جثته بأرض خلاء وسط مدينة سلا.
وأدانت الهيئة القضائية الجاني بالسجن المؤبد بعد اتهامه بجناية القتل العمد والشذوذ الجنسي، فيما أدانت شخصين قاصرين، متابعين في الملف نفسه، بتهمة عدم التبليغ عن جناية بثلاثة أشهر حبسا نافذا.
وتعود أطوار هذه الجريمة المثيرة إلى أشهر قليلة، حيث كانت عناصر الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بسلا أحالت، بداية شهر شتنبر الماضي، ثلاثة أشخاص، بينهم قاصران على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، وذلك على خلفية تورطهم في ارتكاب جريمة قتل والشذوذ الجنسي وعدم التبليغ عن جناية والمشاركة في ذلك.
وبعد اطلاع الوكيل العام للملك، لدى محكمة الاستئناف بالرباط، على محاضر الضابطة القضائية والاستماع تمهيديا للمتهمين الثلاثة، أحالهم على قاضي التحقيق ملتمسا متابعتهم في حالة اعتقال بتهمة القتل العمد والشذوذ الجنسي، وتفاعل قاضي التحقيق فورا مع ملتمس النيابة العامة، حيث قرر إيداعهم سجن تامسنا من أجل إخضاعهم للتحقيقات التفصيلية وتجلية كل الملابسات المرتبطة بهذه الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها شخص أربعيني، عثر على جثته بإحدى «شعاب» مقاطعة بطانة.
وكانت مصالح الشرطة القضائية بمنطقة بطانة تابريكت توصلت بإخبارية دقيقة حول ارتباط غياب شخص مختف منذ أسبوعين بشبهة قتل، مشيرة إلى مكان تواجد جثة الضحية في منطقة خلاء بجماعة بطانة، ما أدى إلى استنفار أمني غير مسبوق، خاصة بعد العثور على الجثة في المكان المحدد على لسان «المخبر» الذي بلغ الشرطة، مدعيا أنه صديق مقرب له، وتوصل بمعطيات أولية تفيد بمقتله في جلسة خمرية.
وانكب فريق علمي من الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بسلا على رصد المعلومات الدقيقة بعين المكان حول كل الحيثيات المرتبطة بالجريمة وبصمات الجناة على جثة الضحية، التي عثر عليها مرمية بمنطقة محاطة بالأعشاب والأشجار بمقاطعة بطانة، حيث نجحت في تحديد هوية الجناة المفترضين، وتمكنت المصالح الأمنية المختصة من فك لغز الجريمة في زمن قياسي، حيث أوقفت ثلاثة أشخاص، اثنان منهم من ذوي السوابق القضائية.
وكشفت التحريات الأمنية الأولية أن جريمة القتل المرتكبة مرتبطة بشبهة شذوذ جنسي تتعلق باتهام الجاني لغريمه الضحية بالتطاول والتحرش بقاصر من أطفال الشوارع، يعتبره المتهم الرئيس ملكا له، حيث تحولت جلسة خمرية كانت تجمعهما قبل أسبوعين بمكان الجريمة نفسه بشخصين آخرين، إلى مواجهة تبادلا فيها الضرب والجرح، قبل أن يوجه الجاني طعنة قاتلة بواسطة سكين إلى الضحية ويرديه قتيلا أمام أنظار مرافقيهما اللذين جرى اعتقالهما ومتابعتهما بتهمة المشاركة وعدم التبليغ عن جريمة القتل .
الرواية، التي تم تداولها مبدئيا حول ملابسات ارتكاب الجريمة، أكدتها تصريحات الموقوفين الثلاثة وشهادات بعض المواطنين بالمنطقة المحاذية لمكان ارتكاب الجريمة، حيث أكدوا أن أشخاصا كانوا يترددون على هذه المنطقة الخلاء المحيطة بأشجار و«شعاب» وهم مرفوقون بأطفال مشردين، ما يرجح فرضية تعريضهم لسلوكات شاذة أثناء جلساتهم الخمرية، بل تعدى الأمر، حسب إفرازات البحث الأولي المنجز من طرف المصالح الأمنية المختصة، إلى «تملك» هؤلاء الأطفال والغيرة عليهم، كما حصل في هذه القضية، بعد أن دفعت غيرة الجاني صاحب السوابق القضائية إلى قتل صديقه، وهو من أصحاب السوابق أيضا خلال جلسة خمرية بعد أن اتهمه بالتحرش بـ«غلامه» المفضل، وهو قاصر من بين القاصرين المشردين بشوارع سلا، قبل أن تؤكد التحقيقات التفصيلية، التي باشرها قاضي التحقيق، مستقبلا صحة هذه المعلومات بعد استنطاق المتهم الرئيسي ومشاركيه.