أفاد مصدر مطلع «الأخبار» بأن وزارة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية والمساواة، التي تدبر شؤونها الوزيرة جميلة المصلي، عن حزب العدالة والتنمية، تستعد لإطلاق حملة جديدة لإيواء المشردين، والتي تصادف فصل الشتاء.
وعلمت «الأخبار» أن جل المراكز التي كانت مخصصة، في السابق، لإيواء الأشخاص في وضعية الشارع، خلال فترة جائحة كوفيد 19، تم إغلاقها مباشرة بعد رجوع الأشخاص المعنيين لوضعية التشرد، بسبب عجز الوزارة الوصية عن القطاع عن توفير ظروف الإيواء لهاته الفئة، حيث تكلفت وزارة الداخلية بالسهر على عملية جمع المشردين وإيوائهم، في وقت كانت الوزيرة جميلة المصلي، رفقة مدير التعاون الوطني المهدي الوسمي، يستغلان العملية التي تباشرها مصالح وزارة الداخلية في تلميع صورة وزارة التضامن، ومؤسسة التعاون الوطني، لدى الرأي العام الوطني.
ويُقدر العدد الإجمالي للأشخاص في وضعية التشرد بحوالي عشرة آلاف شخص، منتشرين عبر ربوع التراب الوطني، حيث يعتبر هذا الرقم، بحسب المتتبعين، ضعيفا بالمقارنة مع عدد السكان، حيث باتت الوزارة الوصية، التي ظل حزب العدالة والتنمية يدبر شؤونها لقرابة عقد من الزمن، تحاول بشتى السبل التغطية على الفشل المسجل بخصوص المخططات والبرامج التي تم وضعها بهدف اجتثاث الظاهرة، بعدما ظلت عملية إيواء المشردين فرصة للاستغلال السياسي لهاته الفئة.
وفي موضوع متصل، علمت «الأخبار» أن وزارة التضامن والأسرة ومؤسسة التعاون الوطني توصلتا بسؤال كتابي من طرف أحد البرلمانيين بمجلس النواب، بخصوص الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الوزارة الوصية لمواجهة تداعيات الموجة الثانية المحتملة من جائحة فيروس كورونا المستجد، داخل مؤسسات الرعاية التابعة لإدارة التعاون الوطني، بما في ذلك مراكز حماية الطفولة، والنساء في وضعية صعبة، وهو السؤال الكتابي، الذي يتماهى بشكل كبير، مع الاختلالات التي رصدتها جريدة «الأخبار»، في مقالات سابقة، والتي سلطت الضوء على التسيير الارتجالي لفترة الجائحة، من طرف رئيس لجنة اليقظة المركزية رضوان احمايمو، الذي بات كل همه الفوز بمنصب المدير المساعد بالإدارة المركزية لمؤسسة التعاون الوطني، في وقت تميزت الفترة الأخيرة بانتشار الوباء في صفوف الموظفين والمرتفقين، وسط تكتم شديد حول الموضوع من قبل الإدارة المركزية.
من جهة أخرى، أفادت مصادر «الأخبار» بأنه باتت تروج بقوة داخل أقسام الإدارة المركزية لمؤسسة التعاون الوطني، أنباء تفيد باحتمال إلغاء مباراة انتقاء المدير المساعد، بعدما ضمت اللجنة المشرفة على عملية الانتقاء، القيادية بمنتدى الزهراء، وحزب العدالة والتنمية، ورئيسة مصلحة الموارد البشرية، فاطمة لمساهل، والتي لقبت بعين الحزب داخل لجنة الانتقاء، في تضارب واضح للمصالح، باعتبار رئيسها رضوان احمايمو من ضمن المتبارين، وهو ما يعد مخالفة واضحة لمواد الاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد، التي سبق للمغرب أن وقع عليها، والتي تنص على تعزيز الشفافية في القطاع العام، كما ينص الفصل 36 من الدستور على تجريم حالات تنازع المصالح، وسط تخوفات من أن تكون للأمر علاقة بسعي رئيسة مصلحة الموارد البشرية لخلافة رئيسها المباشر في تدبير قسم الموارد البشرية والشؤون القانونية، الأمر الذي قد يفضح، بشكل كبير، خطة تبادل الأدوار، و”تبليص” قيادات الحزب الحاكم بالمناصب العليا.