تقي الدين تاجي
حذر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، من تفشي موجة ثالثة من فيروس كورونا في البلاد، دون أن يقدم تفاصيل ومعطيات دقيقة حول الوضع الوبائي، وذلك بعد القرار الذي اتخذته الحكومة، أخيرا، بتمديد الإجراءات الاحترازية لمدة أسبوعين إضافيين.
وقال العثماني في تغريدة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن الأيام الأخيرة «شهدت ارتفاعا نسبيا في أعداد الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد بالمغرب، وارتفع عدد الحالات الخطيرة التي تستلزم الإنعاش إلى 72 حالة خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة»، منبها في التدوينة ذاتها إلى أن «هذا مؤشر يقتضي الحذر من الجميع، حتى لا نشهد موجة ثالثة لا قدر الله».
وأثارت تدوينة العثماني موجة تساؤلات وشكوك، حول ما إذا كانت تنوي الحكومة تشديد الإغلاق خلال شهر رمضان المقبل، سيما في ظل تداول مجموعة من المنشورات، عبر تطبيقات التراسل الفوري، تتحدث عن إغلاق يومي بدءا من منتصف الليل إلى غاية السادسة صباحا، الأمر الذي زاد من توجس المغاربة، بخصوص الإجراءات التي ستتخذها الحكومة خلال شهر الصيام.
في وقت ما زالت لم تحسم فيه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بشأن إقامة صلاة التراويح بالمساجد هذه السنة، وذلك بعدما تم منعها السنة الماضية، عقب فتوى للمجلس العلمي الأعلى، الذي قال إن «عدم الخروج إلى صلوات التراويح قد يعوضه إقامتها في المنازل فرادى أو جماعة مع الأهل الذين لا تُخشى عواقب الاختلاط بهم»، بينما قررت وزارة الداخلية حظر التنقل ليلا خلال شهر رمضان الماضي، من الساعة السابعة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا.
وحسب النشرة اليومية التي تصدرها وزارة الصحة، وصل عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة، المسجلة إلى غاية الساعة السادسة من مساء أول أمس السبت 28 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 422 حالة، 24 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و238 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي. أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ(كوفيد-19) فقد بلغ 4،13 في المائة، فيما بلغ مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب 6، بمعدل 1359 إصابة لكل مائة ألف نسمة، وبمؤشر إصابة يبلغ 3،1 لكل مائة ألف نسمة خلال الأربع وعشرين ساعة المنصرمة، فيما يصل مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حاليا إلى 3476 حالة.
وأفادت مصادر مطلعة بأن الحكومة ستواصل العمل بالإجراءات الاحترازية، حيث ستستمر إلى ما بعد شهر رمضان المقبل، من خلال إغلاق المقاهي ليلا، لتفادي التجمعات. وأوضح سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أن قرارات التمديد تتخذ اعتمادا على مؤشرات ومعايير دقيقة بخصوص تطور الحالة الوبائية، حيث إن مؤشرات اليقظة أوضحت أن مجموع الحالات الجديدة أسبوعيا قد ارتفع بشكل طفيف للأسبوع الثاني على التوالي، وعليه تم تمديد العمل بالإجراءات الاحترازية لأسبوعين إضافيين، تفاديا لتدهور الحالة الوبائية.
وكان العثماني قد أكد، أخيرا خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزبه، «أنه من غير الممكن تخفيف الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا حاليا»، مضيفا «أن الحكومة ما زالت تنتظر التقييم المستمر للجهات الصحي، لاتخاذ قرارها».
