«الطوب طين» فالكارونتين
تقي الدين تاجي
بزاف ديال الظواهر العجيبة والغريبة، ظهرات فهاد الأيام ديال «الحجر الصحي» أو ما يصطلح عليه بـ «الكارونتين». وشي مشاهد ولقطات، كنا كنشوفوها غير فالسيتكومات ديال رمضان، حْيانا الله تا ولينا كنشوفوها واقعيا وْعلى عينيك يا بنعدّي. وكاين اللي فاهم الحجْر الصحي بالمقلوب، وكاين اللي مَعارفهاش أصلا باش مْبوقلة، وكاين اللي داير راسو فاهم وهو ما فاهمش، وكاين اللي شاغلاه الأسئلة الوجودية، في ظل هاد الضمسة الكبرى اللي كيعيشها العالم، وكاين اللي شاغلو غير سؤال واحد، ويوميا كيسول عليه مول الحانوت «واش عندك آخويا الكمامة؟».
وفهاد الضوسي ديال السيمانة، غنهضرو عْلى كاع هاد اللقطات ديال «الكارونتين»، ونشوفو ترتيب كل وحدة، فقائمة «الطوب طين» ديال أغرب السْتونات والبْلانات، فهاد الجايحة الكحلة.
صْحاب الحجر من ورا الستة ديال لعشية
شي وحدين كيصحابليهم «كورونا» هي «عيشة قنديشة» ولا «خالتي الغولة» اللي كتخرج غي فالليل من وْرا لمُغرب، وهادشي علاش كيظلو النهار كامل كيدورو، وكيتساراو، وكيتزاحمو، ويتغاوتو، ويتسالمو، ويتعانقو، ويتحاثو، ويتراشقو. وغير كتوصل الستة ديال لعشية، كيدخلو لديورهم، ويبداو يصفقو للسلطات من الشراجم، زعما شوفونا ها حنا مْلتازمين معاكم، وتبارك الله عليكم.
لايفات الأنستغرام والهضرة بالعرام
التافهين رْبحو الحرب، فمواقع التواصل الاجتماعية، وبالأخص الأنسغرام والتيكتوك، وولينا كنلقاو لايف «ديال» «ساري كول»، كيتفرجو فيه 800 ألف متابع، بينما «لايف» ديال شي أخصائي ولا شي بروفيسور كيقدّم نصائح، حول كيفية الوقاية من المرض، وتفادي الإصابة، يلاه كيشوفوه شي 36 واحد، نصهم كيكومنطيوْ ليه: «عافاك آبروفيسور فين نلقاوْ الكمامة؟» والنص الثاني كيسوْلو: «واش الكلوروكين كيتخاد بعد الأكل ولا قبل الأكل؟».
الاسم: كمامة.. المهنة: كاشكول
الكمامة مْسكينة، تبهدلات فظل هاد الأزمة ديال كورونا، وعدد كبير من خوتنا لمغاربة مكيديروهاش على قيبال خايفين من الفيروس، بل حيت خايفين من الغرامة والحبس. وها اللي دايرها كاشكول فعنقو، ها اللي مْغطي بيها قنانفو ومخلي النيف «أورْجو»، والواعرة هي اللي كيهّبطوها باش يهضرو ولا يعطسو ولا يكحّو، وكيرّجعوها ملي يساليوْ. لا غير حيّدها نتا آخويا حْسن كاع.
علماء السنطيحولوجيا والهضراتوليزم
علماء السنطيحولوجيا والهضراتوليزم، كيظلو النهار كامل فراس الدرب ولا فراس الفيسبوك، طالقين السْلوكية، «حْكّا والواد لقاو كورونا فالقوادس، كاليك كيبقا فلهوا عامين، وكيدخل للديور من الفدريج ديال الشراجم، ولقاوه هو السبب فثقب الأوزون، وكيتكاثر فزحل والمريخ. وكتلقى عندهم زيرو درهم فالكونط، ومْتبعين تداولات البورصة العالمية، ومؤشر ناسداك، وسعر برميل النفط، وخام البرنت، وأسعار العملات، وسوق الذهب والعقار.
جوج دايرين الحجر.. وميات واحد كيتسخرو ليهم
القانون كيقول بأن فرد واحد من العائلة، هو اللي مسموح ليه يخرج للضرورة القصوى، أو مثلا يتسخر ويرجع، ولكن العكس هو اللي كنشوفوه، وفالغالب العائلة كلها كتخرج تسخر، وفرد واحد هو اللي كيبقى فالدار، غالبا شي «مّي جدة» مْسكينة فايتة مية وستين عام، وأصلا مكتخرجش تا فأيام الله العادية. ولاجيتي تحسب غتلقى 10 فالمية دايرين الحجر، و90 فالمية كيتسخرو ليهم.
هادوك اللي كيهرقو النصف الممتلئ من الكاس
كاين اللي مدوّز الحجر الصحي، غي نعاس وشخير، ما كيفيق تال السبعة ديال العشية يشوف «الريزولتا» ديال حالات الإصابات فين وصلات، وكيصحابليه واقيلا يلا مناضش وخلاّ حفرة فالسداري، مدايزش ليه «الحجر»، وخاصو يعاود النهار. مخنزر وكاعي، ويكريتيكي فالدولة والحكومة والأطباء والصحافة وفكلشي، وحالف بحلوفو ما يشوف «النصف الممتلئ» من الكأس، وحتى يلا شافو، كيخوْيه باش ميبقاش مُمتلئ، وكيرجع ينعس عوتاني.
اللي ما جا بالمحبة.. يجي بالكونفينما
اللي دارتو كورونا مدارتوش «تيباخا» وزغبة الفار ليتيم، ومعاهم لحجابات ديال القبول والمحبة. والراجل ولاّ بارك فدارو بلا تفوسيخة بلا والو. وهادشي كيما عندو جانب إيجابي عندو حتى جانب سلبي، وبزاف لقاوها فرصة للنكير والمدابزة، وكاين اللي لقاها فرصة يسلخ مولات الدار، حتى ولينا كنسمعو اللي خارجين فنصاصات الليل، «غادين يجيبو واحد المرا غضبانة». واش دابا هادي «ضرورة قصوى» ولا «حاجة مُلحة»؟
المنشاريون الجُدد.. طالعين واكلين هابطين واكلين
هاد الجايحة فرشات لينا شكون هوما السعّاية ديال بصح، وكيفما كاينين اللي كيسعاو للخير وللتضامن مع الوطن، وكيضحيوْ بفلوسهم ووقتهم على ود لبلاد وولاد لبلاد، كاين بالمقابل شي وحدين غا «كيسعاو» وصافي، وفينما بانت ليهم اللعاقة، والعباسية، كتلقاهم مصافين هوما اللولين، وعلى رأسهم بعض مالين المدارس الخاصة أو بالأحرى «المخصوصة»، ومْعاهم حتى بعض مالين الكلينيكات، اللي فين تبان شي جايحة قدامهم. وهادو هوما «المنشاريون الجدد»، طالعين واكلين هابطين واكلين.
هادوك اللي ما يرحمو ما يخليو رحمة ربي تنزل
صْحاب إنا عكسنا، اللي مكيعجبهمش العاجاب، ومالين المقولة الشهيرة «كون غير خلاها لبوصوفة»، وشعارهم فالحياة «مالك زغب»؟.. هادوك اللي كيْطنزو على التعويضات، اللي خصصاتها الدولة للدراوش و«الموساكن»، وكتجيهم 800 درهم تافهة، حيت هوما عندهم الكونط عامر، والمدخول الشهري مضمون بطريقة أو بأخرى (وغالبا بأخرى). ولكن بالنسبة «للمواطنين البسطاء»، والناس اللي مفاحلهمش هاديك سطاشرالف ريال نعاماس، راه فيها تقدية ديال شهر، وجوج بوطات، وفاكتورة الما والضو، و«رابوز الضيقة»، وكاين اللي غيخلص بيها حتى لكرا.
الديسكوطيك فالحومة ومصدعين عباد الله
دوك اللي كيطلقو الموسيقى ولا الابتهالات الدينية بالجهد فالحومة، أو فالإقامات السكنية، وكيجبدو البيفان ولبوق، ويصدعو روس عباد الله، من مطلع الفجر إلى غروب الشمس. وكيصحابليهم زعما كيديرو التنشيط، وكيفوجو على الجيران المحجورين، مفراسهمش كاين اللي مريض وباغي ينعس، واللي باغي يقرا «عن بُعد» وهوما فارعين ليه راسو «عن قرب». وفين آخويا الإنسانية فهادشي؟ فين الوطنية؟ فين المعرّي؟ فين العقاد؟ فين شهريار وفين شهرزاد؟.. فين فين؟