محمد اليوبي
قبل 50 دقيقة عن انتهاء المهلة المحددة قانونيا لانتهاء وضع ملفات الترشيح الخاصة برئاسة المجالس الجهوية والجماعية، وفي خطوة مفاجئة وضع رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب والقيادي بحزب التجمع الوطني للأحرار، ترشيحه لرئاسة المجلس البلدي لمدينة تطوان، ما خلط أوراق رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، وأعاد كل حساباته إلى نقطة الصفر.
وكان الأمناء العامون لأحزاب التحالف الحكومي المشكل من العدالة والتنمية والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية وحزب التجمع الوطني للأحرار توصلوا في المفاوضات التي أجروها، صباح أمس (الأربعاء)، إلى اقتسام الجهات الأربع التي يتوفر فيها التحالف على الأغلبية بين العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، مقابل عدم ترشح الطالبي العلمي لمنصب رئيس بلدية تطوان، التي تم الاتفاق على منح رئاستها لحزب العدالة والتنمية في شخص البرلماني ورئيسها السابق، محمد إدعمار، لكن تطورات وقعت في الوقت الميت لانتهاء فترة وضع الترشيحات قلبت كل الحسابات، حيث سارع الطالبي العلمي إلى مقر ولاية تطوان لوضع ترشيحه في حدود الساعة الحادية عشرة و10 دقائق ليلا.
وأوضح قيادي بالتجمع الوطني للأحرار أن حزب العدالة والتنمية أخل بالالتزامات التي التزم بها أثناء المفاوضات، ومنها عدم ترشيح إدعمار لرئاسة المجلس البلدي، واقتراح شخص آخر مكانه، لكن في المساء، يقول المصدر، انقلب حزب العدالة والتنمية وعقد تحالفا مع حزب الأصالة والمعاصرة لتشكيل أغلبية داخل المجلس، وهو ما دفع الطالبي العلمي إلى تقديم ترشيحه والبحث عن أغلبية جديدة لتشكيل المجلس. ويتوقع العديد من المتتبعين أن من شأن هذه الانقلابات في التحالفات بين العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار أن تنسف التحالف الحكومي بالعديد من الجهات والمدن أثناء تشكيل المجالس الجهوية والجماعية.