طانطان: محمد سليماني
وصل الصراع واختلاف وجهات النظر بين رئيس جماعة طانطان، لحبيب الومان، وأربعة من نوابه، الباب المسدود، وذلك بعد اتساع رقعة الخلاف ووصولها مستويات غير مسبوقة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد وجه رئيس الجماعة، في سابقة من نوعها بالمنطقة، استفسارات كتابية إلى نوابه الأربعة، يخبرهم فيها أنهم انقطعوا عن مزاولة مهامهم لمدة تتجاوز أربعة أشهر، طالبا منهم استئناف مهامهم في أقرب وقت. ويأتي توجيه استفسارات إلى النواب الأربعة في وقت رفض هؤلاء التعامل مع الرئيس والعمل معه.
وجاء توجيه الاستفسارات، أيضا، كنوع من الضغط يحاول أن يمارسه الرئيس على النواب الأربعة، الذين انضموا إلى تيار يتشكل من 19 عضوا منتخبا أضحوا غير مقتنعين بالتواجد ضمن الأغلبية المسيرة، وبالتالي إنشاء تكتل جديد من أجل الضغط على الرئيس أولا، ثم التنسيق ثانية من أجل التصويت بالرفض على مشروع الميزانية المقبل، وذلك لعدم إشراكهم في عدد من المقترحات التي يباشرها الرئيس أحيانا بمفرده دون العودة إلى المكتب المسير الذي لم يجتمع أعضاؤه منذ مدة طويلة أو إلى المجلس الجماعي ككل.
وتساءل عدد من الفاعلين والمتتبعين للشأن المحلي عن السرعة التي دفعت رئيس المجلس إلى توجيه استفسارات كتابية إلى نوابه الأربعة الذين قال إنهم انقطعوا عن ممارسة مهامهم لمدة أربعة أشهر فقط، في حين أن هناك موظفين أشباح لم تطأ أقدامهم مبنى الجماعة الترابية لسنوات طويلة، دون أن يصلهم أي استفسار، ودون أن يتم توقيف صرف رواتبهم، ودون اتخاذ أي إجراء في حقهم. ومن بين هؤلاء الموظفين الأشباح زوجات منتخبين ومقربون من بعض ذوي الحظوة والنفوذ بالمنطقة. فضلا عن أن الاستفسارات لم تشمل أيضا مجموعة من العمال، الذين تم تسجيلهم مياومين من أجل الحصول على رواتب نهاية كل شهر. وتشمل لوائح المياومين بعض المقربين من منتخبين ومسؤولين بالمجلس الجماعي، ومنهم طلاب يدرسون بمدن أخرى.
واستنادا إلى المعطيات، فإن طانطان تعرف، منذ أسابيع، عملية اصطفافات جديدة بين أعضاء مجلس جماعة المدينة، وذلك في سياق تحركات يقوم بها بعض أعضاء المجلس الجماعي من أجل قلب الطاولة على رئيس الجماعة خلال دورة أكتوبر المقبلة.
واستنادا إلى المعطيات، فإن حالة من التذمر والغضب تسري في نفوس عدد كبير من منتخبي مجلس الجماعة، وخصوصا المنتمين إلى الأغلبية المسيرة، حيث إن حدة الخلافات بين رئيس المجلس وهؤلاء المنتخبين وصلت مستويات قياسية، بل إن العلاقة بين الطرفين بلغت درجة القطيعة بين بعضهم، الأمر الذي أصبحت له تداعيات وخيمة على تماسك المكتب المسير والأغلبية ومعه المجلس ككل.
ويُعول المنتخبون الغاضبون، الذين يصل عددهم حاليا إلى 19 عضوا، مع أن العدد مرشح للارتفاع، على دورة أكتوبر المقبلة من أجل فرملة عمل المجلس، وبالتالي توجيه رسائل مشفرة إلى رئيس الجماعة، بكون تماسك الأغلبية أصبح من الماضي، خصوصا وأن عدد هؤلاء الغاضبين يتجاوز نصف أعضاء المجلس المكون من 31 عضوا، ما يعني أن الرئيس لم تعد له الأغلبية.