سفيان أندجار
استغل وليد الركراكي، الناخب الوطني لكرة القدم، الندوة الصحفية التي عقدها أول أمس الخميس، على هامش التحضير لمباراة الغابون عن الجولة الأولى من التصفيات الإفريقية المؤهلة لـ «الكان» المقبل، لتوضيح مجموعة من الأمور المتعلقة بعلاقته باختيارات الدوليين المغاربة ومسارهم الاحترافي ومجموعة من النقاط المهمة اختارت «الأخبار» أن تتطرق إليها بشكل مستفيض.
إماطة اللثام على استدعاء أوناحي وأكرد
تحدث الركراكي عن دوره في تحديد اختيارات اللاعبين بشأن الأندية التي يسعون للتعاقد معها، مثل حالتي عز الدين أوناحي ونايف أكرد في «الميركاتو» الجاري: «اللاعبون هم من يتحملون مسؤولية خياراتهم في فترة الانتقالات، وبشأن أوناحي وما يتوفر عليه من إمكانيات تقنية عالية وموهبته، كنت أتمنى أن أراه في أندية كبرى على غرار برشلونة أو ريال مدريد، أعتقد أن اعترافه بالأخطاء التي ارتكبها في السابق في حد ذاته دليل على سيره في الطريق الصحيح، وواثق من قدرته على استعادة مستواه المعهود. لقد انضم إلى باناثينايكوس اليوناني على سبيل الإعارة قادما من مارسيليا الفرنسي، مع خيار الشراء نهاية الموسم مقابل 11.5 مليون يورو.
أما بالنسبة لأكرد، فقال الناخب الوطني «أظن أن انتقاله إلى ريال سوسيداد الإسباني خطوة جيدة له في مساره لاستعادة التنافسية والثقة، بعد أن مر ببداية موسم صعبة، إلا أنه قادر على التأقلم سريعا في «الليغا».. أعرفه منذ كان عمره 17 سنة وسوسيداد ناد جيد له ليستعيد ثقته ويلعب دقائق أكثر».
وتابع الركراكي حديثه قائلا: «أكرد وأوناحي أعطيا الشيء الكثير للمغرب وما زالا قادرين على منح المزيد بشرط اللعب مع نادييهما والعودة لأفضل مستوياتهما.. لدي ثقة كبيرة فيهما، صحيح أننا نريد أن يكونا مثل دياز في ريال مدريد وحكيمي في باريس سان جيرمان ومزراوي في مانشستر يونايتد، لكنهم جميعا يتطورون ونحن سعداء لذلك».
هل يتدخل الركراكي في اختيار مستقبل «الأسود»
أكد الناخب الوطني عدم تدخله في اختيارات اللاعبين الدوليين خلال فترة الانتقالات، وقال: «أتحدث مع اللاعبين بشأن مستقبلهم، لكن لا يمكنني منعهم من التوقيع لفريق أو دفعهم للانضمام لفريق آخر، عليهم تحمل مسؤولية اختياراتهم، لأنها قد تؤثر على مكانتهم داخل المنتخب».
وتابع الركراكي قائلا: «أنا أتواصل مع اللاعبين بخصوص مستقبلهم مع أنديتهم لكن دون التدخل في قراراتهم، ما يهمني أن يلعبوا في فريق كبير أو متوسط فنربخشة فريق كبير وغلطة سراي وباناثينايكوس ناديان كبيران، وأيضا الوداد والرجاء والجيش الملكي فرق كبيرة، وأترك الحكم على مستوى الدوريات التي يلعبون فيها لكم».
معضلة زياش
بخصوص مشكل حكيم زياش مع فريقه غلطة سراي التركي، شدد الناخب الوطني على أنه لا يتحدث معه عن اختياراته «لأنه إلى الآن لا أعرف إن كان سيرحل أو سيبقى مع غلطة سراي»، مبرزا أنه «لاعب يعرف ما يفعله وكل لاعب يتحمل مسؤولية قراراته، وأنا سأكون إلى جانب اللاعبين لمساعدتهم، لكن مصلحة المنتخب ما يهمني».
وقرر حكيم زياش، لاعب المنتخب المغربي لكرة القدم، تحديد مصيره رفقة ناديه غلطة سراي التركي، خلال الأيام المقبلة بعدما فوض لوكيل أعماله إيجاد حل نهائي مع الفريق التركي إما من خلال الانفصال الودي أو قبول أحد العروض الموضوعة على طاولة غلطة سراي.
وحسب مصادر متطابقة، فإن زياش يشترط عدم تخفيض راتبه السنوي مع فريقه الجديد وأنه لن يقبل بأي عرض لا يتماشى مع أجره السنوي والذي يناهز 3 ملايير سنتيم سنويا.
وعقب إغلاق فترة الانتقالات، يواصل حكيم زياش إثارة الشائعات حول رحيله عن غلطة سراي. وقام اللاعب، البالغ من العمر 31 عامًا، أخيرًا بحذف جميع الصور المرتبطة بالنادي الأول في تركيا من حسابه حيث تروج أخبار بالعودة إلى أياكس. لكن يبدو أنه لم يتم إجراء أي اتصال مع إدارة النادي الهولندي قبل أن تتحول الوجهة صوب فريق أولمبياكوس الذي أبدى رغبته في ضم اللاعب.
رسالة شكر للعزوزي
وجه الناخب الوطني رسالة شكر لأسامة العزوزي، الغائب عن معسكر «الأسود»، بداعي الإصابة التي تعرض لها في دورة الألعاب الأولمبية، مؤكدا أنه مثال للاعب الذي يقاتل من أجل قميص الفريق الوطني، وقال: «أصيب العزوزي في الألعاب الأولمبية، وقاتل من أجل النخبة الوطنية، وحاليا يؤدي غاليا بعد استبعاده بسبب الأولمبياد، فخور بالعقلية التي أبان عنها في الأولمبياد، تقمص بنجاح دور قلب الدفاع، رغم كونه يجيد دور متوسط ميدان دفاعي، وذلك دفاعا عن قميص المنتخب، وهذا ما نريد تقديمه للاعبين والآن نحصد الثمار، إذ عانى أشرف حكيمي بدوره من أجل المشاركة في الأولمبياد، بسبب عدم تزامنها مع تواريخ «الفيفا»».
انسجام دياز
قال الركراكي متحدثا عن انسجام إبراهيم دياز مع أجواء المنتخب الوطني: «يحتاج دياز لبعض الوقت من أجل التأقلم مع المجموعة وأجواء المنتخب، إنه لاعب موهوب وأبان عن ذلك معنا ومع ريال مدريد، نسعى لتهيئة الظروف المواتية له من أجل أن يقدم لنا أفضل مستوياته، علينا أن نصبر عليه ونجنبه الضغط، وبمرور الوقت سيقدم الأفضل بعد شعوره بالارتياح».
وتابع الناخب الوطني أن «دياز يحتاج إلى الوقت وكنت أعرف ذلك، والحمد لله لأن كأس أمم إفريقيا ستبدأ في وقت متأخر، مما يمنحنا فرصة للتأقلم وتجريب اللاعبين للوصول إلى أفضل مستوى.. إن شاء الله سيقدم براهيم مستوى جيدا، فهو لاعب يملك موهبة كبيرة، وعلينا أن نمنحه الفرصة دون ضغط كما أنه يحظى بدعم خاص من أشرف حكيمي ومنير المحمدي، ما يمنحه فرصا للزيادة في تألقه رفقة المنتخب المغربي على غرار ما يقدمه داخل ريال مدريد».
مزراوي وحكيمي.. الجناحان المميزان
تحدث الناخب الوطني عن اعتزازه بتوفره على قاعدة اختيار كبيرة من خلال المواهب التي بات المغرب يزخر بها في كرة القدم، بداية بالعناصر الحالية المشكلة للمنتخب أو تلك التي تنتظر فرصتها، وهو الأمر مفيد وصعب في الوقت نفسه.
وأشاد الركراكي بكل من أشرف حكيمي ونصير مزراوي، مشيرا إلى أن اللاعبين لم يتركا أي مجال للمقارنة بعدما كان الركراكي يضع نفسه ضمن أفضل الأظهرة الذين حملوا قميص «أسود الأطلس»، حيث قال في الندوة الصحفية: «من الرائع أن يكون لديك لاعبان مثل حكيمي الذي لعب في ريال مدريد ودورتموند وإنتر ميلان وباريس سان جيرمان، و مزراوي الذي لعب بالأياكس وبايرن ميونخ ومانشستر يونايتد، إن ما يسعدني أن اللاعبين راضيان بتوظيفي لهما مع المنتخب المغربي، إن اللاعبين الموهوبوين عليهم التأقلم. نصير لعب في السنتين الأخيرتين في الجهة اليسرى، وعندما نرى مستوى أشرف في الجهة اليمنى من الصعب القيام بخيار آخر.. أنا محظوظ لأني أملك لاعبين مثلهما، في وقت سابق كنت أقول إنني من أحسن الأظهرة في التاريخ مع المغرب رفقة صابر وأبرامي، لكن هذا الثنائي (حكيمي ومزراوي) لم يتركا لنا حتى أن نقول لأولادنا أننا كنا مميزين فلا مجال للمقارنة» (يضيف مازحا).