أكدت مصادر مطلعة، أن الخبرة العلمية الأولية التي خضع لها شاب ثلاثيني متهم بالاعتداء على مؤذن بالرباط، قطعت الشك باليقين، بعد أن أسفرت عن سلامته العقلية، مما دفع الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالرباط إلى إيداعه، صباح أول أمس الأحد، سجن العرجات 2 ضواحي سلا، من أجل متابعته بتهم محاولة القتل العمد والاحتجاز والضرب والجرح المفضيين لكسور خطيرة، وتخريب وإتلاف ممتلكات مخصصة للعبادة، وينتظر أن يحال على قاضي التحقيق من أجل الشروع في استنطاقه مطلع الشهر القادم.
وتعود أطوار هذه القضية إلى مساء الجمعة الماضي، عندما أقدم شاب من مواليد 1985 على تنفيذ اعتداء خطير في حق مؤذن مسجد وسط العاصمة الرباط، باستعمال قضيب حديدي، حيث تسبب له في جروح خطيرة استدعت إخضاعه لعمليات جراحية، دون أن تتحسن حالته الصحية، حيث لازال يرقد بين الحياة والموت بالمستشفى العسكري بالرباط.
وتفاجأ مؤذن مسجد بلافريج بحي المحيط بالرباط، بعد صلاة العشاء ليوم الجمعة الماضي، بتواجد شاب كانت تبدو عليه علامات الخلل النفسي، وسط المسجد بدون مبرر، حيث أمره بمغادرة فضاء المسجد، قبل أن ينهال عليه بالضرب المبرح بواسطة قضيب حديدي انتزعه من إحدى المعدات المخصصة للعبادة، متسببا له في إصابات جد بالغة على مستوى الرأس واليدين. ولولا تدخل سيدة مجاورة للمسجد فطنت لصيحات المؤذن لانتهت الفاجعة بتصفيته، حيث استنجدت بمواطنين ودورية الأمن المداومة بالحي، قبل أن يتمكن التدخل الأمني من شل حركة الشاب الذي كان في حالة هيجان، حيث احتجز المؤذن في زاوية بالمسجد وأحكم إغلاق الباب ليشبعه ضربا حتى أغمي عليه.
وكانت مديرية الأمن قالت، في بلاغ رسمي لها، إن مصالحها بالرباط أوقفت، مساء الجمعة الماضي، شخصا يبلغ من العمر 34 سنة، وذلك على خلفية تعريضه لمؤذن مسجد للضرب والجرح معتمدا قضيبا حديديا في ذلك. وتبين، من خلال التحريات الأولية، أن المشتبه فيه اعتدى جسديا على الضحية مباشرة بعد صلاة العشاء، دون سبب ظاهر أو منطقي، مستعملا أداة حديدية عثر عليها بالقرب من مكان الاعتداء. وأشار بلاغ مديرية الحموشي إلى أنه تم وضع المتهم تحت تدبير الحراسة النظرية في إطار البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك في انتظار إخضاعه لخبرة طبية للتحقق من حالته النفسية والعقلية.
