الأخبار
في سابقة من نوعها، خرج العشرات من المواطنين من ساكنة الدواوير المعنية بقطع التيار الكهربائي بالجماعة الترابية أولاد احسين بإقليم سيدي سليمان، للاحتجاج يوم الجمعة الماضي، حيث قطع المحتجون أزيد من خمس كيلومترات مشيا على الأقدام، قبل أن تتدخل السلطات المحلية رفقة عناصر القوات المساعدة، من أجل التخفيف من حدة الاحتقان، بعدما عمد المتضررون من الحرمان من التيار الكهربائي، إلى قطع الطريق الوطنية المعروفة بطريق طنجة، مطالبين الجهات المسؤولة وفي مقدمتها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب-قطاع الكهرباء-، إلى إيجاد حل جذري للمشكل القائم، وتمكين المواطنين الذين يوجدون في وضعية قانونية إزاء إدارة المكتب من حقهم في الاستفادة من الكهرباء، بدل نهج سياسة العقاب الجماعي في حق عموم ساكنة الدواوير المعنية بمشكل اختلاس الطاقة الكهربائية.
وبحسب المعطيات التي توفرت لـ”الأخبار”، فإن عامل إقليم سيدي سليمان تنقل إلى عين المكان، وباشر اتصالاته في الحين مع المسؤولين بإدارة المكتب الوطني للكهرباء، من أجل تمكين المواطنين الذين يؤدون ما بذمتهم لفائدة إدارة المكتب، من حقهم في الاستفادة من الكهرباء، مع تفعيل دور المراقبة لمنع أي اختلاس للطاقة الكهربائية، سيما أن السلطات المحلية والإقليمية تقوم ومنذ أشهر مضت، بالإشراف رفقة تقنيي المكتب الوطني للكهرباء، وبحضور عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، بحملات واسعة بعموم جماعات إقليم سيدي سليمان، من أجل محاربة ظاهرة اختلاس الطاقة الكهربائية، في وقت أكدت مصادر “الأخبار”، أنه يرتقب أن ينعقد بمقر عمالة إقليم سيدي سليمان، خلال بداية الأسبوع الجاري، اجتماع موسع مع المسؤولين بالمكتب الوطني للكهرباء، بحضور رؤساء الجماعات الترابية وممثلي السلطة المحلية، للوقوف على مدى التزام مكتب الكهرباء بتنزيل مخرجات الاجتماعات السابقة، ومعالجة الإشكالات القائمة، وإيجاد حلول عملية للعديد من المطالب العالقة.
وكانت المديرية الإقليمية لمكتب الكهرباء بسيدي قاسم، قد أوضحت بخصوص مقال سابق ل”الأخبار”، حول حرمان دواوير بجماعات إقليم سيدي سليمان من الكهرباء، بأن انقطاعات التيار الكهربائي موضوع شكايات بعض الدواوير، ناتج بالأساس عن إتلاف المنشآت الكهربائية من محولات وقواطع وأسلاك، وأن الاستغلال العشوائي للشبكة الكهربائية عبر الاختلاس المفرط للطاقة الكهربائية عن طريق الربط المباشر والتلاعب بالعدادات ينتج عنه تزايد مستمر في الضغط على المنشآت الكهربائية ما يؤدي إلى إتلافها، وأنه جرى ضبط ومعاينة 613 حالة اختلاس بمجموعة من الدواوير، ناهيك عن ضبط أزيد من 3450 حالة اختلاس خلال سنة 2023، بالدواوير التابعة لإقليم سيدي سليمان، حيث تظل ظاهرة اختلاس الطاقة الكهربائية أكبر عائق يثقل كاهل المكتب الوطني للكهرباء بالإقليم، ذلك أن حجم الخسائر المالية الناتجة عن الاختلاس وإتلاف المنشآت يفوق 127 مليون درهم.
يشار أن “الأخبار” أشارت في وقت سابق، وفي أكثر من مقال، إلى معاناة المواطنين بعدد من الجماعات من غياب الكهرباء، خصوصا على مستوى دوار القرية، الذ يعتبر من أكبر دواوير الجماعة الترابية أولاد احسين، وكذا بدواوير (أولاد اوجيه، ابني افضل، الرزايم)، على مستوى جماعة عامر الشمالية، التي يعاني فيها السكان من غياب الكهرباء لمدة تفوق السنتين، مثلما هو الأمر بالنسبة للجماعة الترابية القصيبية، على مستوى دواوير (أولاد عبد الصادق، أولاد بلحسن، الغزاونة، أولاد ملوك، سيدي يوسف، عين الشقف ازهانة)، وهو الأمر ذاته بالنسبة للجماعة الترابية بومعيز، بخصوص دوار النبيكات ودوار العزابة، وكذا دوار أولاد معمر ودوار الحوارثة البكارة بالجماعة الترابية المساعدة، إضافة إلى دوار الطيسان ودوار أولاد التهامي ودوار أولاد بلحسن الشرقية، التي تقع بالنفوذ الترابي للجماعة الترابية أزغار، والذين على الرغم من الشكايات المتكررة من أجل حل المشكل القائم، إلا أن المكتب الوطني للكهرباء، ما زال متشبثا بموقفه و حرمانهم من الاستفادة من الكهرباء.