دعا مواطنون ونشطاء إلى التدخل لحماية واحات النخيل من الحرائق، عقب يومين
من اندلاع حريق بواحة “تودغي” بمدينة تنغير وتكرار الحرائق في واحة درعا
بزاكورة. جاء ذلك في عريضة إلكترونية، تحت شعار “الواحة أمانة وأنقذوا
واحات المغرب”، وقع عليها حاليا عشرات المواطنين والنشطاء المغاربة. وحسب
العريضة، “يناشد الغيورون على الواحات خاصة والبيئة عامة، المسؤولين التدخل
لحماية الواحات من الحرائق ووضع خطة استباقية لتفادي وقوع الكوارث”،
مطالبين بتنظيم حملات توعوية بالشراكة مع المجتمع المدني لحماية الواحات من
الحرائق المحتملة.
وأوضحت العريضة أن “الجفاف والتصحر ومنح تراخيص للضيعات (الزراعية) الكبرى
تهدد الواحات، خاصة مع قلة المياه”، وذلك بعدما شهدت بعض الواحات، التي
تنتشر بها أشجار النخيل بكثافة، حوادث حرائق مختلفة، آخرها وقعت، الخميس
الماضي، في واحة تودغي بمدينة تنغير، وخلفت خسائر كبيرة على مستوى النخيل.
وأتى الحريق على الكثير من أشجار النخيل بالواحة، فيما تمكنت السلطات
المحلية والوقاية المدنية بمساعدة السكان من إخماد الحريق دون تسجيل خسائر
بشرية، بسبب ما وصف “بضعف وقلة الآليات والإمكانيات التي تحول دون السيطرة
الفورية على الحريق، ما ترتبت عليه خسائر كبيرة دمرت كل شيء”.
وفي هذا السياق، قال جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة، إن “واحات
درعة تشهد وضعية مقلقة وصعبة بسبب موجة الجفاف التي دامت سبع سنوات، وهي
التي كانت وراء ارتفاع درعة حرارة الأرض في تلك المناطق بـ1 واحدة، مقابل
ارتفاع نسبة التبخر”، مبرزا أن “هذا الجفاف أدى إلى نضوب المخزون المائي،
خصوصا في سد المنصور الذهبي الذي تراجع مخزونه إلى 10 في المائة”. وشدد
أقشباب، في تصريح لـ”الأخبار”، على “أن هناك استنزافا كبيرا للفرشة المائية
باستهلاك أزيد من 15 مليون متر مكعب سنويا من المياه الجوفية بسبب زراعة
البطيخ الأحمر”.
من جانب آخر، نبه أقشباب إلى “هلاك آلاف أشجار النخيل والتهام النيران
لحوالي 40 ألف نخلة بسبب الحرائق، وبالتالي انتشار الهجرة القروية في
المدينة، زيادة عن أزمة العطش الخانقة التي تعم المنطقة”، منبها إلى أن
“الوضع يستوجب دق ناقوس الخطر، ما يتطلب إطلاق مشاريع من أجل تجاوز الوضعية
الخطيرة التي تعيشها المنطقة، وتفعيل الاستراتيجية الوطنية للتكييف مع
التغيرات المناخية، وأيضا الاستراتيجية الوطنية للماء”، مبرزا أنه “يجب
تفعيل دور الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، والتي لا
يسمع لها صوت ولا نرى لها برامج فعالة في الميدان، رغم الميزانيات المهمة
التي تتوفر عليها”.