طنجة: م. أبطاش – تطوان : ح. الخضراوي
تدخلت مصالح القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، طيلة الأيام الماضية، لإخماد النيران، إذ في اليوم الرابع على التوالي تدخلت مختلف فرق التدخل التابعة لهذه المصالح وبالاستعانة بالطائرات، لمواجهة ألسنة النيران ورياح الشرقي القوية وارتفاع درجة الحرارة لاحتواء الحرائق التي اندلعت بغابات وعرة التضاريس بأقاليم العرائش وتطوان ووزان وشفشاون. وحسب بعض المعطيات، فإن فرق التدخل عملت دون توقف أو راحة لتفادي، قدر الإمكان، وصول ألسنة اللهب إلى الدواوير والمنازل القروية القريبة من هذه الغابات الواقعة على سفوح جبال الريف الغربي.
وبالعرائش، أكثر الأقاليم تضررا من حرائق الغابات بجهة الشمال، اجتاحت النيران مساحات شاسعة من غابات وحقول الأشجار وعددا من المنازل بمنطقة «بني يسف آل سريف»، وذلك رغم الجهود المتواصلة والتدخلات الميدانية المستمرة لعناصر المياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية وأعوان الإنعاش الوطني ومتطوعين من الساكنة، بتنسيق من السلطات المحلية، والمدعومة جوا بطائرات «كنادير» و«توربو تراش» المتخصصتين في إخماد النيران.
إلى ذلك، أفادت مصادر بأن لجان الإنقاذ والإطفاء تمكنت من السيطرة على حرائق بإقليم وزان ويجري اتخاذ إجراءات احتياطية لعدم عودة انتشار النيران مجددا، صباح أمس الأحد، وذلك على مستوى غابة «جبل مولاي عبد القادر» بجماعة زومي، حيث التهمت النيران حوالي 5 هكتارات، إلى جانب التهامها هكتارين قرب دوار «فتراس» بجماعة عين بيضاء بالإقليم ذاته.
ويجري تنزيل خطط لمحاصرة النيران بواسطة الجرافات والآليات الضخمة، وضمان عدم وصولها لدواوير جديدة، فضلا عن الرفع اليومي من عدد التدخلات لإخماد النيران، واستنفار خلية الأزمة للتجاوب مع شكايات المتضررين، وفق السرعة والنجاعة المطلوبتين، وجمع المعلومات الأولية، سيما في ظل استمرار تأكيد المسؤولين على حماية الأرواح بالدرجة الأولى، وتأمين السكان، وكذلك الحفاظ على شروط السلامة والوقاية من الأخطار في التدخلات بالنسبة للموارد البشرية المشاركة في عمليات الإطفاء.
وساهمت قوة رياح الشرقي التي تفوق في بعض المناطق 20 كلم في الساعة والحرارة المرتفعة بالمنطقة في زيادة سرعة انتشار النيران وانتقالها من نطاق غابوي إلى آخر، ما عقد مهمة فرق التدخل البرية.
واستنادا للمعطيات الصادرة عن المصالح الغابوية المختصة، فإن كل المتدخلين، وطنيا ومحليا، لاسيما السلطات ومختلف فرق التدخل، تقوم بجهود «جبارة جدا» برا وجوا من أجل احتواء الحريق الواقع بالمجال الترابي للجماعات الترابية سوق القلة وبوجديان وتطفت، حيث إن أزيد من 1200 عنصر يعملون برا لاحتواء النيران.
وقدرت المساحة المتضررة من هذا الحريق، الذي يعتبر الأكبر من نوعه على الصعيد الوطني، بحوالي 4600 هكتار، في حين أن الجهود مكنت من تحويطه بحوالي 50 في المائة، والجهود متواصلة لإتمام احتواء النيران في أقرب وقت ممكن لحدود صبيحة أمس الأحد، وذلك بسبب سرعة انتقال ألسنة اللهب نتيجة الرياح وارتفاع درجة الحرارة، فضلا عن الإكراهات والصعوبات المتعقلة بدخول المناطق الجبلية من قبل لجان الإنقاذ والإطفاء المشكلة من مصالح الوقاية المدنية، والسلطات المحلية، والقوات المساعدة، والبرنامج الحكومي أوراش، ومصالح الدرك الملكي، والمؤسسات المنتخبة، والمتطوعين، ومصالح المياه والغابات، بقيادة القوات المسلحة الملكية التي تجندت بكافة الوسائل الضرورية لمواجهة الأزمة.
وتتواصل التدخلات المكثفة صباحا، وتحديد المناطق التي انتقلت إليها النيران ليلا لمحاصرتها بغابات إقليم العرائش والقصر الكبير.
وتستمر الطائرات الخاصة بالإطفاء في تنفيذ طلعات جوية بشكل مكثف، فيما قامت لجان الإنقاذ بترحيل حوالي 1700 أسرة من سكان القرى القريبة من الحرائق لضمان شروط الصحة والسلامة والوقاية من الأخطار، حيث تم تأمين نقل 1325 أسرة موزعة على 19 دوارا، بعيدا عن أماكن الحريق، وذلك حفاظا على حياتها وسلامتها، بينما تم أيضا نقل 265 شخصا من ساكنة 4 دواوير بعيدا عن بؤر النيران، ضمانا لسلامتهم، كما تشرف القوات المسلحة على تنفيذ خطط استباقية لحماية أرواح المواطنين بالدرجة الأولى.
ووفقا للمصادر، فإن الحريق الثاني بإقليم العرائش، الواقع بجماعة ساحل المنزلة، تم تحويطه بنسبة 75 في المائة، لكن مع اتخاذ الحيطة والحذر بالنظر إلى هبوب رياح قد تؤجج الجمر الكامن.
وعلى مستوى غابة «بني إيدر» بإقليم تطوان، أتى الحريق على مساحة تصل إلى 220 هكتارا، إذ تواصل فرق التدخل الليل بالنهار للعمل على إخماد النيران التي اندلعت في وقت متقارب مع حريق العرائش، ولم تمنع وعورة التضاريس ولا ارتفاع درجة الحرارة سواعد عناصر فرق التدخل من بذل كل الجهود الممكنة.
وحسب السلطات المحلية لتطوان، فقد تم استقدام تعزيزات بشرية وتقنية إضافية من أجل دعم جهود إطفاء هذا الحريق، إذ تم، منذ الخميس الماضي، تنفيذ 34 طلعة إطفائية جوية لصب المياه بواسطة طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع «كنادير» تابعة للقوات الجوية الملكية وأخرى من نوع «توربو تراش» تابعة للدرك الملكي.