الجنرال فرانكو خطط للاستيلاء على طنجة وإغراقها ببوليس إسبانيا
يونس جنوحي
انضم إلى المتظاهرين من الحركة الوطنية، كالعادة، حشد بنيّة ارتكاب أعمال النهب والتخريب. وحسب ما أدلى به رئيس الشرطة البلجيكي، فإن المئات جاؤوا إلى طنجة من الجبال في المنطقة الإسبانية، ومجرد تلميح إلى نهب محتمل سيكون كافيا لإثارتهم وتأليبهم.
بدا أن السلطات تفاجأت بما وقع وأُخذت على حين غرة، وأن الاحتياطات الأمنية لم تكن كافية.
ما بدأ بكونه مظاهرة قومية سرعان ما انفجر وتداعى ليصبح أعمال شغب مناهضة لأوروبا، وقبل أن تتم استعادة النظام، قُتل ستة أشخاص وجُرح ما يزيد عن مئة آخرين.
أعلن الجنرال فرانكو، بشكل فوري، أن مدير شرطة طنجة لو كان إسباني الجنسية، كما كان الحال عليه إلى حدود سنة 1945، لما حدثت أعمال الشغب. البعض اتفقوا معه!
لقد قالوا إن الجزء الأكبر من الحشود، التي أثارت الشغب، جاؤوا من المنطقة الإسبانية، ولم يكن ممكنا أن يتحركوا بتلك الطريقة لولا التواطؤ الإسباني في الموضوع. بينما اتهم آخرون إسبانيا بشكل صريح، وكانوا أكثر اقتصادا في الكلام، بالتحريض على أعمال الشغب. مضى فرانكو في تصرفاته ووضع النظام الدولي في موقف محرج، وأعلن أن الفترة التي تمت فيها استعادة السيطرة الدولية على طنجة إلى حدود سنة 1945، فإن الميثاق الجديد لطنجة مُنح صلاحية لمدة ستة أشهر فقط. وكان هذا الأمر صحيحا فعلا. ففي ذلك الوقت، بدا أن القوى الدولية اعتقدت أن نظام فرانكو سيسقط قبل أن تنتهي الأشهر الستة! وهو الآن يطالب بعقد مؤتمر لتسوية الموقف. ربما أدى هذا إلى وضعية محرجة، لأن روسيا واحدة من القوى الدولية الحاكمة، ومن شأن المواجهة بين ستالين وفرانكو أن تكون مشوقة، لكنها بالكاد ستكون قادرة على تحقيق استقرار للنظام المضطرب.
في الوقت الحالي، يتعين على الجنرال فرانكو أن يحافظ على كبريائه، ويبدو أن هذا الوضع سيكون قدره الدائم في المغرب. قد يتقرب من زعماء الحركة الوطنية ويبادلهم الود، لكي يزعج بذلك الفرنسيين ويضايقهم، لكن ينبغي له أن يستوعب جيدا أنه إذا طُرد الفرنسيون من المغرب، فإن الإسبان سيغادرون بشكل مفاجئ في اليوم نفسه أو ربما حتى في اليوم الذي قبله.
الفصل السابع عشر
السلع الجلدية «الماروكانري»
هذه الكلمة الفرنسية «ماروكانري»، توصيف نافع للإحالة على العديد من المنتجات التي يصنعها الحرفيون المغاربة من مادة الجِلد.
قد يفيد الحديث عن هذه الصناعة في التغطية على مجموعة مختارة من المذكرات التي دونت فيها ملاحظاتي، بطريقة غير تقليدية. بعض تلك الملاحظات تتسم بالجدية، لكن أغلبها تقدم نوعا من الترفيه على القارئ بعدما نكون قد علّقنا على بعض الجوانب المتعلقة بالمغرب.
عندما كنت أتحدث مع الدبلوماسي «ديمانسيسكو» في مراكش، كانت ابنته ساندرا عادت من حفل أقيم في أحد القصور المحلية في المدينة. كان الحفل أقيم للاحتفال بمولود جديد. قالت لي إن النساء، اللواتي كُن معزولات دائما، لم يكن لديهن أي موضوع للحديث بشأنه سوى أزواجهن وأطفالهن. كُن غارقات في الجواهر والحلي، حتى أنهن حملن معهن عينات احتياطية من الجواهر، لوضعها عند ركبهن عندما جلسن في الحفل. والقصد من وراء هذا كله، بطبيعة الحال، إظهار مدى حب أزواجهن لهن.
ورغم الحجاب، والكتمان الذي يحيط بعالم المرأة المغربية، فإن مكانتها أعلى بكثير مما يمكن تصوره. عند إلقاء نظرة من الداخل، فإن لهن تأثير كبير على شؤون الأسرة.