شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

الجائحة إكس

 

مقالات ذات صلة

 

د. خالد فتحي

 

غالبا ما نرمز بالحرف إكس  x إلى ما نجهله، أو لاجتراح المعادلات الرياضية رفقة صنويه  yوz، لكنه الآن قد صار ذا استعمال وبعد آخرين، بعد أن اقتحم علينا عالم الصحة، ليعني للبشرية هذه المرة وباء قادما.. مما يجعله يفرض عليها من الآن أن تضع خطة معلومة في الرف، وتصوغ ضده استراتيجية استباقية للمواجهة يجب أن تتمايز عن غيرها في كونها ستحارب عدوا غير معلوم، بل عدوا لم يولد بعد.

ليس هذا الوباء كما يتبادر إلى الذهن من بنات أفكار مكافحة كورونا، أو هلوسة من الهلوسات المرتبطة بها، فمنظمة الصحة العالمية صاغت مفهوم الوباء إكسx ، سنة قبل اندلاع الجائحة إياها، دون أن يكترث لها أحد آنذاك. لربما هي نفسها كانت تفعل ذلك على ما يبدو على سبيل الترف التوقعي، ودفع الملامة ليس إلا.

تحاول منظمة الصحة أن تفهمنا أنها لا تريد أن تلدغ من الجحر مرتين، لكنها في الحقيقة تنهج خطة محكمة لرد الاعتبار وتطوير مكانتها عالميا. لذا ترفع سقف التحدي الذي تقول إنه يتربص بالبشرية عاليا: لذا لم يمضغ مديرها الإثيوبي كلماته بدافوس، وتحدث أمام أغنياء العالم عن وباء يفوق في خطورته «كوفيد- 19» بعشرين مرة.

هل تراه توجد بجعبته معلومات وافية، أو أن له سيناريوهات مؤكدة تحصلت له من الإرهاصات الإبدميلوجية التي تجمعها منظمته؟ أم أنه يحترف تخويف الكل للدرجة القصوى، حتى يستنفر الساكنة العالمية للأسوأ الذي لم يحدث بعد؟

لسنا نملك بالطبع جوابا شافيا لهذا التشاؤم المفرط.

ومع ذلك، فما تطلقه المنظمة من تحذيرات الآن، لا يعد سبقا ولا فتحا علميا، فقد سلكت ذلك قبلها هوليوود، وتقارير المخابرات الأمريكية، وتدوينات بيل غيتس… إلخ، دون أن يحفل بهم العالم. فلا أحد من السياسيين بالعالم كان يستطيع أن يهدر المال العام لتوقي خطر افتراضي دون أن يتهم بالتبذير واللامسؤولية، رغم أن القاعدة تقول: أن تحكم هو أن تتوقع. فما الذي يختلف الآن عن السابق؟

أعتقد أن ما يميز قرع الأجراس الأخير هذا الذي بادرت به الصحة العالمية، كون سكان العالم برمتهم صاروا حساسين جدا لمثل هذه التحذيرات وذوي قابلية لتصديقها. نعم كلهم… بمن في ذلك من يعتنق من بينهم نظرية المؤامرة، فالجميع يجتر الذكريات الأليمة لكورونا، ولا يود سيناريو مشابها، سواء أتى بقضاء وقدر، أو بمؤامرة وحرب خبيثة بين الكبار.

لذا أعتقد أنه لأول مرة سيكون هناك صدى لصرخة المنظمة على هذا المستوى الإنذاري، وسيكون على ميزانيات الدول أن تخصص اعتمادات لأمر تجهله تماما، لكنها تترقبه.

وهذا بالضبط ما تأمله وتخطط له الصحة العالمية التي تريد حشدا عالميا ضد الوباء، حتى قبل أن يتخلق العامل المرضي المسبب له، والذي لا نعرف لليوم أي بلد سيفرج عنه، ولا في أي سياق سيعدي البشر.

والحقيقة أننا ننتظر الوباء y، أما الوباء إكس فهو كورونا نفسها التي فشلنا كيف نستبقها.

على أي فالجائحة إكس قد تكون نسخة منقحة من «كوفيد- 19»، بكتيريا، سلاحا بيولوجيا خطيرا، أو طفرة مميتة في فيروس ألفنا أن يتجول بيننا الآن بأقل الخسائر أو دونها.

ولذلك أجزم أن هذه الجائحة وشيكة، سواء حطت الرحال بشكل تلقائي، أو بصناعة بشرية بتحفيز من هذه التكهنات.

فمن الواضح أن هناك من يخطط موازاة مع تواتر الأوبئة، لأجل كبح جماح العولمة، بالاعتماد أكثر فأكثر على الرقمية التي ستعوض كثرة السفر، وتضع حدا للهجرات، مثلما هو جلي أيضا أن منظمة الصحة ستسعى إلى وضع اليد على جميع المنظومات الصحية، وستصبها جميعها في قالب وقوانين واحدة وسياسة صحية شمولية تستهدف كل دول العالم، مما سيتيح لها أن تتحكم فعلا في صحة وحياة البشر، هذا التهديد العالمي سيؤدي إلى ديكاتاتورية تمارسها المنظمة على كل الشعوب لفرض رؤية جديدة على كل البشر، في ما يخص السفر والغذاء وحقوق الإنسان والزواج… إلخ. وهو ما سيفضي إلى فقدان المعنى من الحياة التي ستصبح دون مذاق ولا غاية، من فرط مواجهة المجهول واللايقين في عالم الإكسات الذي يتشكل، سواء في عالم الصحة أو التكنولوجيا أو السوسيولوجيا أو الاقتصاد أو المناخ… إلخ.

التوجه العام هو دفع الشعوب إلى مزيد من الطاعة ليس للحكومات الوطنية، وإنما للحكومة العالمية التي تتكون من رموز الأوليغارشية العالمية، وسنة 2024 هي سنة التحول نحو هذا العالم الجديد بعبودياته الجديدة، والصحة هي أحد مداخل هذا التحول الذي تجهله الغالبية، بينما تعلمه الأقلية الممسكة بتلابيب كل شيء في هذا العالم، ولذلك في رأيي أن العالم مقبل على اضطرابات رهيبة قد تؤدي به إما إلى النهاية، أو لانطلاقة مختلفة. هو بالتأكيد في مفترق طرق لا ندري إلى أين ستقودنا، مثلما تماما كما قد توجس الشاعر في بيته المفعم ذعرا وحيرة وشكا.

وأيا شئت يا طرقي فكوني… نجاة أو سلاما أو هلاكا.

لكني أعود فأقول كم نفهم الآن المغزى العميق للحديث الشريف لنبينا الكريم محمد (صلعم): من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما قد حيزت له الدنيا.

 

نافذة:

الجائحة إكس قد تكون نسخة منقحة من «كوفيد- 19» بكتيريا سلاحا بيولوجيا خطيرا أو طفرة مميتة في فيروس ألفنا أن يتجول بيننا الآن بأقل الخسائر أو دونها

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى