تطوان: حسن الخضراوي
كشفت مصادر مطلعة أن السلطات المختصة التابعة لمصالح الأمن الوطني والدرك الملكي والأجهزة الاستخباراتية، شرعت بحر الأسبوع الجاري، في تعقب منشورات مكثفة على المنصات الاجتماعية، تقوم بالتحريض على الهجرة السرية والتغرير بالقاصرين، بواسطة نشر شائعات تتحدث عن فتح الحدود الوهمية بباب سبتة المحتلة يوم 15 شتنبر الجاري، وضرورة التحاق كل من يريد العبور إلى الضفة الأخرى بمدن الفنيدق ومرتيل والمضيق وتطوان في انتظار ساعة الصفر.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن المنشورات الفيسبوكية، تحمل عبارات خطيرة لتحريض المهاجرين السريين على الهجوم على القوات العمومية، وتخريب الحافلات التي تنقل المهاجرين وكسر زجاجها والفرار الجماعي في حال إلقاء القبض عليهم، فضلا عن توجيههم إلى السباحة والأماكن القريبة من الثغر المحتل، وتلقينهم الخطط التي يمكن من خلالها تفادي الدوريات الأمنية والسدود القضائية التي توضع قصد المراقبة.
وأضافت المصادر عينها أن شائعات فتح الحدود الوهمية منتصف شتنبر الجاري، استنفرت كافة السلطات المغربية، حيث تم الإبقاء على الإجراءات الأمنية المتعلقة بتسييج الشواطئ بالفنيدق، وتكثيف الدوريات الأمنية وتعزيز التواجد الأمني بالقرب من الغابات والشواطئ، فضلا عن عقد اجتماعات استباقية للتعامل مع الشائعات، وخطر توافد الآلاف من المهاجرين السريين على مدينة الفنيدق ضمنهم القاصرون الذين يثقون أكثر في ما يتم ترويجه على المنصات الاجتماعية وداخل مجموعات «واتساب».
وذكرت المصادر أن العديد من المسؤولين الكبار في الدولة، رفضوا الركوب الانتخابوي على ملف الهجرة التي تقوم بإداراته المؤسسات الأمنية المعنية، فضلا عن رفض ترقيع القواعد الانتخابية على حساب التعليمات الأمنية الاحترازية، حيث تبقى مسؤولية المؤسسات المنتخبة تتعلق بالتنمية والتشغيل وبحث سبل جذب الاستثمارات، والناخب هو الكفيل بمحاسبتهم يوم الاقتراع على عكس المؤسسات الأمنية التي لها دور تقني وتتم محاسبة مسؤوليها على أدائهم بواسطة معايير خاصة.
وقامت السلطات المغربية طيلة الشهور الماضية، بمواجهة موجات كبيرة للهجرة السرية والسباحة نحو شواطئ الثغر المحتل، حيث تم إلقاء القبض على مسيري صفحات فيسبوكية لتورطهم في التحريض على خرق القانون، فضلا عن الاستماع إلى برلماني سابق في خرق تدابير أمنية، وكذا إلقاء القبض على مئات المهاجرين السريين من جنسيات مختلفة، وتوجيه القاصرين إلى المركز المخصص لاستقبالهم بمرتيل، قبل استدعاء آبائهم وتسليمهم إليهم بتنسيق مع النيابة العامة المختصة بتطوان.