شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةتقارير

التجارة الإلكترونية

لم تعد التجارة الإلكترونية تشير فقط إلى عمليات بيع وشراء البضائع والخدمات عبر الإنترنت، حيث يمكن لعملاء هذه التجارة إجراء عمليات شراء وبيع البضائع عن بعد، بل أصبحت تمتد إلى مجالات ليست ذات طبيعة تجارية، وتزدهر في قطاعات المعارضة والدعوة إلى الله وكل شيء يمكن أن يجلب أرباحا مقابل ارتفاع حجم «اللايكات».

مقالات ذات صلة

لقد حول البعض العالم الافتراضي والإلكتروني للإتجار بالفتاوى الدينية والمعارضة السياسية للأنظمة، وبعدما كانت مثل هاته المجالات تجلب لصاحبها المتابعات القضائية والسجون أصحبت مثل الدجاجة التي تبيض ذهبا. فيكفي أن يطلق المرء لحية خفيفة تعطي صاحبها بعض الوقار وتمنحه لقب «شيخ فيسبوكي»، ولسانا طليقا ومقاطع فيديو تؤثر في المشاهدين بنفس طريقة الحقنة تحت الجلد، وتعبيرات معسولة تربط الدين بالدنيا وتبحث عن منابع التشويق وحكايات قصص واقعية لتقديمها في صورة شبابية مشوقة حتى يصنع مريديه ويتحول إلى شخص مقدس لا يمكن نقده. والنتيجة المتوخاة من كل ذلك هو الرفع من حجم المتابعة التي تدر على الداعية «الفيسبوكي» الملايين شهريا.

ويكفي أن يطلق بعض المخبولين وابلا من السب والقذف في حق رموز سيادية للبلد، ويكيلوا لها كل التهم بدون دلائل أو حجج ليتحولوا بدورهم إلى معارضين يجمعون متابعين لتعظيم فوائد «اللايكات» وعدد المتابعين وأرباح «يوتيوب» بالإضافة إلى شرف معارضة مفترى عليها.

والحقيقة أن مشاهير الدعوة والسياسة لا يهدفون من دعوتهم أو معارضتهم إنتاج أفكار جديدة تتعلق بتجديد الخطاب الدينى أو السياسي، وإنما يهدف كل داعية أو معارض إلى إقامة مشروعه الشخصي، الذي يبدأ بشكل موارب بالبحث عن التأثير بجذب المزيد من المشاهدين والمتابعين، ليتحول في ما بعد إلى تاجر إلكتروني باسم الدين والسياسة. ومع رواج هؤلاء التجار، بدأ المئات من الشباب السير في نفس الطريق من خلال الخروج بقنوات على موقع «يوتيوب» وحسابات على موقعي «فيسبوك وتويتر» يبثون من خلالها فتاوى متشددة ومعارضة راديكالية، في سبيل تضاعف ضغطات «اللايك» لجني مزيد من الأرباح وتحقيق الشهرة التي حلموا بها.

الخطير في الأمر أن دعاة «السوشيل ميديا» ومعارضي «اليوتوب» يمارسون الدعوة إلى الله ويعلنون خروجهم عن النظام السياسي القائم بأساليب تحتاج إلى التصدي والمواجهة من طرف المؤسسات الرسمية، قبل أن تتحول إلى تهديد حقيقي للسلامة الجسدية للأشخاص في حالة صمت مؤسسات إنفاذ القانون والمؤسسات التي تتولى التدبير اليومي للحقل الديني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى