نسرين الزياني أخصائية في الفحص بالصدى : حاورتها : سارة مصباح
القولون العصبي من أمراض العصر الذي ترتفع نسبة الإصابة به لدى النساء بالمقارنة بالذكور، ويرجع السبب وراء ذلك لارتباط هذا المرض ارتباطا وثيقا بالحالة النفسية، حيث يعد التوتر أهم أسباب الإصابة به، والتقلبات الهرمونية التي يعرفها جسم المرأة بشكل دوري، فالأمر يفسر تعرضها بشكل مستمر للقولون العصبي. فكيف نميز الأعراض الحقيقية للقولون، وما هي أفضل الطرق العلاجية والوقائية للتعامل مع هذه المشكلة الصحية؟ أسئلة وغيرها تجيبنا عنها نسرين الزياني، طبيبة عامة وأخصائية في الفحص بالصدى من خلال هذا الحوار.
- ما هي الأعراض التي تدل على الإصابة به؟
تتمثل أهم أعراض القولون العصبي في آلام البطن التي تكون مستمرة تارة، ومتقطعة تارة أخرى. ظهور القبط أو الإسهال، أو تناوبهما في بعض الحالات، إلى جانب انتفاخ الأمعاء بالغازات، وتغيير ملحوظ في البراز. - أين تكمن أهم أسباب الإصابة بالقولون العصبي؟
تتمثل أهم الأسباب في خلل بعمل الأمعاء، إما نقصان أو ارتفاع الفعالية في المعي الرقيق والغليظ، كما أن هناك حالات تكون نتاجا عن التوتر أو تناول بعض الوجبات غير الصحية، إلى جانب الغازات المعوية، وتقلبات الهرمونات الأنثوية. هناك كذلك بعض الأدوية والمواد الغذائية التي تعد من أهم أسباب ظهور مشكلة القولون العصبي، دون أن ننسى ارتفاع البكتيريا الفيزيولوجية في الأمعاء الذي يعد كذلك من أهم أسباب القولون العصبي. - كيف يتم التشخيص؟
يكون عن طريق الفحص السريري الذي يمكن من إبعاد تشخيص أمراض معوية أخرى خطيرة، وفي حال الارتفاع في درجة الحرارة أو النقصان السريع في الوزن، أو وجود نزيف دموي في البراز، فهنا نقوم بالبحث عن أمراض معوية أخرى، وبالتالي نحتاج للفحص بالصدى وفي بعض الحالات قد نلجأ للفحص بالمنظار للمعي الغليظ. - ما هي طريقة العلاج؟
العلاج يكون عن طريق أدوية مختلفة لعلاج الأعراض، فعلى سبيل المثال في حالة القبط يقدم الطبيب للمريض أدوية تساعد على تليين وتنظيم البراز، في حالة الإسهال تكون الأدوية عبارة عن عقاقير طبية للحد منه. كما أن هناك دراسات أثبتت أن الخلل في توازن البكتيريا الفيزيولوجية المعوية تجعل المريض مؤهلا للإصابة بالقولون العصبي، وبالتالي ظهرت أدوية هي عبارة عن نفس البكتيريا المسماة بال “البروبيوتيك”، التي تمكن المريض من تجاوز هذا المرض. - ما الأخطار التي يمكن أن يتسبب فيها عدم علاج القولون العصبي في الوقت المناسب؟
القولون العصبي لا يسبب في التهابات معوية ولا في تعفنات معوية، ولا يمكنه التأهيل للإصابة بالسرطان المعوي، إلا أنه يكون جد مزعج بالنسبة للمريض الذي يعاني باستمرار من آلام بعد تناول الطعام، ومن الإمساك أو الإسهال، أو كليهما. وبالتالي عدم علاج القولون العصبي يتسبب في إزعاج مستمر للمريض، وليست له عواقب خطيرة في حال عدم علاجه. - هل هناك أطعمة أو مواد غذائية تؤثر سلبا على القولون وتسبب في تهييجه؟
تتمثل المواد المهيجة للقولون العصبي في القهوة، الشكولاتة، المواد الدهنية والوجبات الغنية بالدهنيات، إلى جانب مشتقات الحليب والسكريات. - هل يمكن علاج هذه المشكلة الصحية من خلال النظام الغذائي الصحي والمتوازن؟
العلاج الوقائي جد مهم بالنسبة لمرضى القولون العصبي، ويتمثل بالدرجة الأولى في التغذية الصحية لإبعاد الأعراض، ولهذا على التغذية أن تكون غنية بالألياف المتمثلة في الدقيق الكامل، الفواكه والخضر. ومن الضروري الحد أو على الأقل التقليل من الاستهلاك للمواد الذهنية والسكريات. وبالنسبة للوجبات فيجب أن تكون قليلة الكمية مع الرفع في عددها، حتى يتفادى المريض الآلام البطنية التي يعاني منها بعد الأكل. شرب الماء بكميات مهمة من الأمور الضرورية كذلك، مع تفادي التوتر والقلق بمختلف الطرق سواء ممارسة الرياضة أو اليوغا أو الاسترخاء. - إلى أي حد تعد المشروبات الطبيعية مثل الينسون والزعتر مفيدة في التقليل من حدة القولون العصبي؟
بالفعل هذه المشروبات الطبيعية مفيدة في الحد من تهييج القولون العصبي، والفضل يرجع في ذلك إلى كونها تقلل من حدة التوتر الذي يعد أهم أسباب الإصابة بالقولون العصبي.