تطوان: حسن الخضراوي
شرع قاضي التحقيق بمحكمة جرائم الأموال بالرباط، خلال يونيو الجاري، في الاستنطاف التفصيلي لدانيال زيوزيو النائب السادس لمصطفى البكوري رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، الذي كان يشغل منصب مدير وكالة بنكية بالمدينة، ويشتبه في تورطه رفقة موظف آخر في اختلاس الملايير من حسابات الزبناء وإحداث نظام بنكي مواز للنظام المعمول به من قبل بنك المغرب، حيث لم يسلم المال العام من اختلاساته بعدما تفاجأت جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي جماعة تطوان باختفاء أزيد من نصف المليار سنتيم من حسابها والقيام بتجميده سابقا مقابل فوائد في ظروف غامضة.
ويأتي انطلاق الاستنطاق التفصيلي في الملف المذكور بمحكمة جرائم الأموال، في ظل استمرار التحقيق الإداري في جميع الإجراءات التي تتعلق بتعثر صرف ميزانية جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي جماعة تطوان، من أجل إحداث مشروع سكن اجتماعي للفئات التي تستحق ذلك، فضلا عن تعقب السلطات المختصة لحيثيات اختفاء الملايير وهل بالفعل انتهت على طاولات القمار بطنجة، أم أن الأمر يتعلق بتمويل مشاريع فشلت أو ديون لم يتم ردها تمت بدون ضمانات، أو ما شابه ذلك من عمليات تبييض الأموال حيث تبقى نتائج التحقيقات القضائية هي الفيصل في تحديد الأسباب وكشف الحيثيات وتحديد المتابعات القانونية طبقا للمساطر القانونية الجاري بها العمل.
وحسب مصادر مطلعة، فإن قاضي التحقيق المكلف بالملف، الذي يوصف بالحارق، يمكن أن يقوم خلال المرحلة المقبلة باستدعاء مجموعة من الأطراف طبقا لتطورات البحث القضائي، وذلك قصد الإدلاء بالمعلومات الكافية والتدقيق في التصريحات إلى جانب البحث في تجميد وسرقة أموال عمومية، والتزوير في توقيع شيكات وطلب دفتر الشيكات دون علم أصحابه، واستغلال أسمائهم وهويتهم في قروض ومعاملات مالية ضخمة لا يعلمون عنها شيئا.
وكان قاضي التحقيق في الغرفة الخامسة بقسم جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط، قرر إيداع دانيال زيوزيو، النائب السادس لمصطفى البكوري رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، السجن المحلي بتمارة، مع توجيه تهم ثقلية إليه تتعلق بتكوين شبكة لاختلاس أموال عمومية، والمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات الإلكترونية، والتزوير في محررات بنكية قصد الاختلاس.
ومازال العديد من زبناء الوكالة البنكية المذكورة، يعيشون تحت هول الصدمة من ارتفاع المبالغ المختلسة لتصل الملايير، سيما مع استغلال المتهم لصفته السياسية بالمجلس الجماعي وكونه المسؤول المالي لفريق المغرب التطواني لكرة القدم، ومحاولة تسويق قربه من مسؤولين كبار في مؤسسات حساسة بالمنطقة، لكسب ثقة رجال أعمال وشركات وهيئات ومؤسسات وجمعيات وشخصيات مهمة، وإيهام الضحايا بنسبة فائدة كبيرة لا تقدمها أي مؤسسة بنكية.