الأخبار
علم لدى مصدر جيد الاطلاع، أن عناصر الفصيلة القضائية بالقيادة الجهوية بالقنيطرة أطاحت، فجر السبت الماضي، بأكبر بارون للرمال بمنطقة الغرب، وتحديدا بمناطق مولاي بوسلهام وسيدي محمد لحمر.
وحسب معطيات حصرية حصلت عليها «الأخبار»، فإنه بناء على إخبارية توصلت بها القيادة الجهوية للدرك بالقنيطرة حول عمليات سرقة مكثفة تتعرض لها رمال المنطقة من طرف مجهولين، انتدب القائد الجهوي فرقة خاصة تابعة للفصيلة القضائية من أجل تتبع الملف والترصد لناهبي الرمال في أوقات متفرقة من الليل، قبل أن تتمكن من إيقاف ستة أشخاص في وضعية تلبس بسرقة الرمال وشحنها بشاحنتين من النوع الكبير بإحدى المناطق البحرية الواقعة بين مولاي بوسلهام والدلالحة .
ونفذ كوموندو من الدرك حل بالمنطقة سرا، ليلة السبت الماضي، العملية بحرفية كبيرة في حدود الساعة الرابعة صباحا، حيث حاصرت عناصر الدرك ناهبي الرمال، الذين بلغ عددهم ستة أشخاص كانوا متحوزين بمعاول ومعدات تقليدية من أجل سرقة الرمال وشحنها بالشاحنتين اللتين تتجهان ليلا إلى أحد المخازن الضخمة المملوكة لوالد البارون بمنطقة الدلالحة المحاذية لشاطئ مولاي بوسلهام، وقد أسفرت عملية التفتيش التي خضع لها المستودع عن حجز كمية كبيرة من الرمال قدرت بحوالي 320 طنا.
وعلمت «الأخبار» أن البارون تمكن من الفرار، فيما تم اعتقال والده السبعيني وصاحب المحل رفقة ستة عمال متعاونين معه في شحن ونقل الرمال المسروقة إلى مستودعات خاصة وزبائن بمنطقة الغرب. وتمت إحالة المتهمين على أنظار وكيل الملك، صباح أول أمس الثلاثاء، حيث قرر إيداعهم السجن المحلي بسوق أربعاء الغرب، في انتظار إيقاف المتهم الرئيسي الذي ما زال في حالة فرار، وقد حررت في شأنه مذكرة بحث على الصعيد الوطني.
وكشفت مصادر الجريدة أن واقعة إيقاف بارون الرمال بمنطقة الغرب، جعلت العديد من مسؤولي الإدارة الترابية والدرك الملكي يتحسسون رؤوسهم، بسبب عجزهم عن مواجهة مافيا الرمال، في الوقت الذي يواجهون تهمة التغاضي عن هذه الأنشطة، خاصة أن الشاحنات كانت تتنقل يوميا محملة بأطنان من الرمال المسروقة، أمام دوريات المراقبة والسدود القضائية الكثيرة بالمنطقة، دون إعمال القانون.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن البارون الذي سبق له قضاء عقوبة حبسية سنة 2011 بالتهمة نفسها، كان يتحجج بانتمائه لإحدى الجمعيات بالعرائش المأذون لها باستغلال مقالع الرمال، قبل أن تفضحه التحريات المنجزة في الموضوع، بعد أن تبين أنه أدلى ببيانات كاذبة، سيما أن هذه الجمعيات تمارس نشاطها التجاري بشكل عادي قبل الساعة السابعة مساء، حسب ما ينص عليه القانون، في الوقت الذي كان يعمد البارون ومساعديه إلى استغلال الظلام وتواطؤ الدوريات، من أجل سرقة الأطنان من الرمال.