الأطباء يلتحفون السواد ويعلنون الحداد
النعمان اليعلاوي
عاد الاحتقان بقوة إلى قطاع الصحة العمومية، بعد سلسلة من الاستقالات الجماعية التي وقعها أطباء القطاع العام، احتجاجا على أوضاع المستشفيات العمومية ورفض وزارة الصحة فتح باب الحوار معهم، حيث خاض أطباء القطاع العام، أول أمس (الأربعاء)، حدادا وطنيا بارتداء البذلة السوداء، في شكل احتجاجي جديد، وهو الاحتجاج الذي قال المنتظر العلوي، الكاتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، إنه يأتي تفعيلا لقرار المجلس الوطني للنقابة، القاضي بخوض أشكال احتجاجية نوعية، مضيفا، في تصريح لـ«الأخبار»، أن «أطباء القطاع العام بعد مسيرة طويلة من الاحتجاجات، انتقلوا إلى إعلان حداد عبر ارتداء البذلات السوداء»، منبها إلى ما قال إنه «تلكؤ الوزارة المعنية والحكومة في تحقيق مطالب الأطباء، وتجاهل هذه الجهات الرسمية لمعاناة أطباء القطاع العام».
وفي السياق ذاته، أشار العلوي إلى أن «وزارة الصحة لم تحرك ساكنا للتجاوب مع مطالب أطباء القطاع العام»، منبها إلى أن «ظروف اشتغال أطباء القطاع العمل تساهم في اتساع الهوة بين الطبيب والمواطن، وتدفع المواطن إلى فقدان الثقة في المؤسسات العمومية والدخول في مواجهة مباشرة مع الأطر الصحية، وخاصة الأطباء»، مضيفا أن النقابة «تجد نفسها اليوم مجبرة على اختيار الاستمرار في الاحتجاج، ما دامت مطالبها المشروعة لم يتحقق منها شيء منذ سنوات طوال»، على حد تعبير العلوي، موضحا، في اتصال هاتفي بـ«الأخبار»، أن «النقابة قررت مواصلة التصعيد بسبب تجاهل الوزارة الوصية لمطالب الأطباء رغم قرارات الإضراب السابقة والاعتصامات التي خاضوها من أجل الدفاع عن الملف المطلبي لفئة الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان بالقطاع العمومي، وعلى رأسها تخويل الرقم الاستدلالي |509| كاملاً بتعويضاته لكل الدرجات، كمدخل للمعادلة»، يشير المتحدث.
من جانب آخر، أكد العلوي عزم الأطباء «التصعيد بخطوة نوعية من النضال للضغط على الوزارة الوصية من أجل الاستجابة للمطالب العادلة للأطباء»، مشددا على أنه «بعد يوم الحداد الوطني سيتم خوض خطوات نضالية أخرى، منها مقاطعة القوافل الطبية العشوائية أو ذات الشبهة السياسوية، والاستمرار في الاشكال النضالية في انتظار تراجع الوزارة الوصية عن سياسة «صم الآذان» تجاه الأطباء»، منبها إلى أن الملف المطلبي لأطباء القطاع العام «ليس مكلفا ماديا ومعنويا بالنسبة للوزارة والحكومة، وما نطالب به هو إحقاق الكرامة لأطباء القطاع العام وتحسين جودة المرفق الصحي العمومي خدمة للمواطنين بالأساس وتفعيلا للتوجيهات الملكية في تحسين هذا المرفق الاجتماعي الهام».