شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعوطنية

افتحاص وهمي يعرض رئيس جماعة للابتزاز

العملية قادها إطاران بوزارة الداخلية وموسيقي

الأخبار

 

أفادت مصادر جيدة الاطلاع «الأخبار» بأن الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط أحالت، نهاية الأسبوع الماضي، ثلاثة أشخاص، بينهم إطاران يشتغلان بالمصالح المركزية بوزارة الداخلية بالرباط، على النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بالرباط، على خلفية تورطهم في جريمة نصب وابتزاز عبر انتحال صفة، استهدفت رئيس جماعة قروية بإقليم ورزازات، حيث استمع إليهم وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية قبل أن يحيلهم على قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعهم سجن تامسنا، في انتظار إخضاعهم لتحقيقات تفصيلية حول التهم المنسوبة إليهم، وهي النصب والاحتيال وانتحال صفة ينظمها القانون.

وكان موظف بوزارة الداخلية، برتبة خليفة قائد، أجرى اتصالا برئيس جماعة تيديلي بورزازات، منتحلا صفة مسؤول كبير بالمفتشية العامة للوزارة، حيث أخبره بزيارة لجنة افتحاص للجماعة، بناء على شكاية رسمية تقدم بها رئيس الجماعة السابق حول اختلالات تدبيرية وتبديد أموال عامة.

سيناريو النصب، الذي خطط المسؤول الترابي تفاصيله الدقيقة، تواصل بعد حلول شخصين بالجماعة القروية، خلال الأسبوع الموالي، أحدهما زميل «الخليفة» بوزارة الداخلية، والآخر عضو في فرقة موسيقية شعبية بالرباط قدم نفسه مفتشا، وتنقلا من الرباط إلى ورزازات بمساعدة سائق سيارة فاخرة من أصحاب تطبيقات «drive».

وحلت لجنة الافتحاص المركزية الوهمية، التابعة لوزارة الداخلية، بالجماعة وطلبت من الرئيس إحضار عشرات الملفات المرتبطة بصفقات وإجراءات مسطرية متعلقة بتسليم الرخص، وأمعنت في التمويه والتظاهر بالجدية عبر تكثيف «الخليفة»، متزعم الشبكة، لاتصالاته مع رئيس الجماعة، من أجل تسيير لجنة الافتحاص المركزية، كما قامت هذه الأخيرة باستدعاء رئيس الجماعة السابق المفترض أنه صاحب الشكاية من أجل استفساره حول تفاصيلها.

وحسب المصادر، فإن رئيس الجماعة القروية تيديلي، الذي هو رجل تعليم سابق ينحدر من نواحي مدينة خريبكة، وقضى سنوات عديدة بالمنطقة وتقاعد بها قبل أن يترشح للانتخابات بطلب من الساكنة، فطن لمحاولة ابتزازه من طرف لجنة الافتحاص، بعدما طلبت منه 40 ألف درهم مقابل التغاضي عن اختلالات وتفادي صياغة تقرير أسود في حقه قد يعصف به من طرف سلطات الوصاية، ما دفعه للاستنجاد بالرقم الأخضر ورئاسة النيابة العامة، حيث دخل الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط على الخط، من خلال تكليف الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بالرباط من أجل مواكبة رئيس الجماعة من بعيد، وهو يسلم تسبيقا ماليا لموظفي وزارة الداخلية بإحدى مقاهي الرباط، قبل أن يتم اعتقالهما في وضعية تلبس بتسلم المبلغ المالي المتفق عليه، كما تمكنت عناصر الشرطة من إيقاف عضو الفرقة الفنية الشعبية الذي انتحل صفة مسؤول ترابي مركزي بوزارة الداخلية مكلف بافتحاص الجماعات المحلية، قبل أن يتم وضعهم رهن الحراسة النظرية، مساء الخميس الماضي، وإخضاعهم للأبحاث التمهيدية اللازمة، ثم إحالتهم على النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بالرباط التي وجهت لهم تهما بالغة الخطورة.

ولم تستبعد مصادر «الأخبار» أن تفرز التحقيقات التفصيلية التي سيخضع لها المشتبه فيهم الثلاثة عن تطورات مثيرة قد تكشف عن ارتباطات محتملة لرئيس الجماعة السابق مع أطراف الملف، كما لم تستبعد المصادر نفسها أن تكشف التحريات ارتكاب المتهمين الثلاثة لجرائم ابتزاز مماثلة في حق رؤساء جماعات قروية وحضرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى