محمد وائل حربول
تعرضت تلميذة تبلغ من العمر 16 سنة، وتتابع دراستها بمستوى الثالثة إعدادي بثانوية عثمان بن عفان الإعدادية، بمنطقة الوداية بالقرب من مراكش، إلى اعتداء وصف بالخطير جدا، يوم الثلاثاء الماضي، على يد أحد الشباب المعروفين بالمنطقة، حيث قام المتهم بتعريضها للاعتداء الجسدي والجنسي ورميها مكبلة اليدين والرجلين في ساحة المؤسسة المدرسية المذكورة، الشيء الذي أرعب سكان المنطقة، حيث رفعوا مطالب بحماية بناتهم وأبنائهم من مثل هذه الانتهاكات المتكررة.
واستنادا إلى الشكاية التي تقدم بها أب الضحية لدى مصالح الدرك الملكي، فقد أكد أن ابنته تعرضت لتحرش جنسي وتعذيب نفسي وجسدي، مع التنكيل بها ومحاولة قتلها، مرفقا الشكاية بصور للتلميذة وهي مكبلة اليدين والرجلين ومرمية في فضاء ممارسة الرياضة بالثانوية.
وحسب المصدر ذاته، فقد كانت أم التلميذة في انتظارها كالعادة، وبعد خروج كل التلاميذ بمن فيهم أخوها، تبين للأم أن ابنتها لم تغادر الثانوية، فتوجهت صوب سرية الدرك الملكي القريبة من المكان للإبلاغ عن ذلك، لكن فور عودتها وبحثها رفقة حارس الأمن الخاص للمؤسسة، وجدت ابنتها مكبلة الرجلين واليدين، ورأسها مغطى بكيس بلاستيكي مشدود بغطاء رأس، حيث، وفور اكتشاف الفتاة، سارع الحارس الخاص بالمؤسسة إلى إخبار الدرك الملكي والوقاية المدنية بذلك.
ومباشرة بعدها، تم نقل القاصر على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس لتلقي العلاجات، حيث لم تغادر بعد يوم كامل، فيما سلمت عائلتها لرجال الدرك بالمنطقة ملفات وشهادة طبية تبين مدى فظاعة الاعتداء المذكور، وتبين أن الضحية تعاني من تبعات الاعتداء.
وحسب ما توصلت به «الأخبار» من معلومات، فقد تدخلت جمعيات حقوقية في الأمر، إضافة إلى جمعيات مدنية أخرى، حيث اعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، أن ما ورد في الشكاية التي تقدمت بها أسرة الضحية يعد انتهاكات صريحة لحقوق الإنسان، وأفعالا يجرمها القانوني الوطني.
وناشدت الجمعية ذاتها فتح تحقيق شفاف وجدي للكشف عن الحقيقة كاملة، وترتيب الآثار القانونية اللازمة لكل من ثبت تورطه في هذه الأفعال المسيئة والماسة بالسلامة البدنية والنفسية للأشخاص والمهينة والحاطة بالكرامة الإنسانية، مطالبة بإعمال قواعد العدل والإنصاف وصيانة حقوق الضحية وأسرتها والمجتمع، داعية كلا في مجال اختصاصه الذي يخوله له القانون، إلى الاعتناء بسلامة وحرمة المؤسسات التعليمية ومحيطها، وحماية التلميذات والتلاميذ من كل ما من شأنه التأثير السلبي على متابعتهم لدراستهم، ووقف أي مساس أو تطاول على حرمة المؤسسات التعليمية عموما، وخاصة ما يطولها من اقتحامات لأشخاص لا علاقة لهم بالشأن التربوي والتعليمي.