شوف تشوف

الرئيسيةتعليمسياسيةوطنية

اعتماد الذكاء الاصطناعي في التشخيص حلا لغياب العدد الكافي من المتخصصين

وزارة بنموسى ماضية في اعتماد الاختبارات النفسية في مباراة المدرسين المرتقبة

نافدة: الاختبار النفسي ليس معناه أن هناك اشتباها في خلل عقلي لمن يخضع له لكنه بالأساس قياس قدرة هذا الشخص على تنفيذ مهامه بنجاح

 

ستحتضن وزارة التربية الوطنية، وتحديدا على صعيد المركز الوطني للامتحانات، هذا الأسبوع، المحطة الأولى من محطات الإعداد لمباراة توظيف فوج جديد من المدرسين وأطر الدعم التربوي والاجتماعي والإداري. فبعد محاولات سابقة فاشلة لاعتماد الاختبارات النفسية لقياس مدى استعداد المترشحين لمزاولة مهن التربية، قررت الوزارة ذاتها الشروع هذه السنة عمليا في اعتماد روائز نفسية وعصبية وفكرية في المباراة القادمة. والجديد هو اعتماد الذكاء الاصطناعي في التشخيص، وذلك بعد أن أثبت فعالية في قطاعات عمومية أخرى نخبوية.

 

لا مفر من الاختبارات النفسية

بعد محاولة أولى فاشلة في عهد الوزير الراحل محمد الوفا، وبعد محاولة ثانية كانت السنة الماضية، لاعتماد الاختبارات النفسية في انتقاء المترشحين لمهن التربية والتكوين، يبدو أن شكيب بنموسى عاقد العزم على الارتقاء بهذه المهن لتكون مهنا للتميز بدل أن تكون مهنة من لا مهنة له، كما جرت العادة في سنوات خلت، حيث أدى التركيز على الجوانب المعرفية الخالصة إلى تسرب حالات تؤكد التقارير الطبية الموثوقة على أنها «لا تصلح لقطاع التعليم»، بدليل عزل عشرات الحالات في السنوات القليلة الماضية بعد تأكد مصالح الوزارة من استحالة استمرارها في أداء مهامها سواء في الفصول الدراسية أو في المرافق الإدارية للمؤسسات والمصالح الإدارية المختلفة.

المحاولات السابقة اصطدمت بعراقيل كثيرة، على رأسها العدد الضخم للمترشحين الذي يصل إلى 150 ألف مترشح كل سنة، الأمر الذي يعني الحاجة لأطقم متخصصة بكم كبير للإشراف على عمليات تشخيص الجوانب النفسية والانفعالية والعصبية للمترشحين، الأمر الذي أدى إلى اقتصار الوزارة على بضع ملاحظات عامة في الاختبارات الشفوية، سمتها «الاستعداد لأداء المهنة»، وهي ملاحظات غالبا ما يتم التغافل عنها من طرف لجان الاختبارات الشفوية، التي تركز أساسا على الجوانب المعرفية والمنهجية.

فبعد تأكيدها على شرط الثلاثين سنة كحد أقصى واتجاهها إلى اقتصار التوظيف على خريجي المدارس العليا للتربية، وفق «كوطا» تعطي لهؤلاء الخريجين امتيازات في الانتقاء خاصة، ستعتمد الوزارة على روائز في فترة الاختبارات الكتابية، وسيتم إعدادها، بحسب مصادر، بشكل تكون قابلة أن تقرأ رقميا، عبر تطبيقات ذكية يتم إعدادها، الآن، بالتعاون مع مراكز بحث فرنسية.

 

لماذا الاختبارات النفسية؟

يؤكد مصدر مسؤول للوزارة، في تعليق له على هذا القرار، أنه «لا يجب أن ننظر للاختبار النفسي باعتباره مزايدة أو إهانة للمتقدمين لوظائف التعليم الجديدة، بل يجب أن نعتبره خطوة نحو تحقيق المزيد من الاستقرار والتطور للعملية التعليمية خلال الوقت الراهن، خاصة مع تطور المناهج وتغير شخصية الطالب والمعلم بصورة تجعل من الضروري أن يكون التقييم على أساس نفسي وسلوكي، بأن يتم اختباره في مواقف مختلفة، وكيف يتصرف فيها، ومدى احتماله للغضب أو استعداده لممارسة الأنشطة مع الطلاب، والتفاعل معهم وحل مشكلاتهم والتواصل بصورة تليق بمكانة المعلم لدى المتعلم».

وأضاف المصدر نفسه أن «الاختبار النفسي ليس معناه أن هناك اشتباها في خلل عقلي لمن يخضع له، أو أن هناك احتمالا لإصابته بالجنون أو المرض النفسي، لكنه بالأساس قياس ومؤشر يتم الاعتماد عليه لمعرفة قدرة هذا الشخص على تنفيذ مسؤولياته ومهامه بنجاح، وقدرته على التفاعل مع البيئة المحيطة، بصورة تجعل ناتج العمل أكثر كفاءة، وقطاع التعليم تحديدا يعاني، على مدار السنوات الماضية، من ترهل كبير، نتيجة دخول عناصر غير مؤهلة فنيا ونفسيا للتدريس والعملية التعليمية، وكانت النتيجة أن النظام التعليمي القديم فقد قدرته على التواصل مع المتعلمين، وابتعد الجميع عن المدرسة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى