التجار يحملون المسؤولية لمجلس المدينة والأشغال تسببت لهم في خسائ
محمد وائل حربول
على الرغم من وقوف عمدة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري منذ انتخابها كرئيسة للمجلس الجماعي لمراكش على المشروع الملكي «مراكش الحاضرة المتجددة»، غير أن الأشغال تسير بوتيرة متباطئة جدا وفقا للشكايات التي تلقتها «الأخبار» من قبل عدد من أصحاب المحلات التجارية المتضررة وعدد من المواطنين، حيث أصبح حي «الرميلة» الموجود بالمدينة العتيقة والذي يعد من بين أهم المراكز الاقتصادية بمراكش يعيش على وقع كارثي من مخلفات البناء والحفر التي تأخرت كثيرا.
وحسب ما عاينته «الأخبار» مباشرة بعد توصلها بالشكايات المذكورة، فقد أصبحت منطقة «الرميلة» التاريخية وبالضبط بالقرب من المسجد الكبير بباب دكالة تعيش على وقع انتشار كبير للنفايات والأزبال والأتربة الناتجة عن تأخر الترميم الذي يدخل ضمن مشروع مراكش الحاضرة المتجددة، إضافة إلى أن المنطقة تعرف رائحة كريهة بالرغم من وجودها بالقرب من معالم تاريخية تجلب آلاف السياح سنويا، كما تشهد المنطقة ذاتها وجود عدد كبير من الأسلاك والأحجار من النوع الكبير الموضوع بجانب الشارع، والتي كانت قد تسببت غير ما مرة في حوادث خطيرة للسير، خاصة خلال الأسبوع الماضي بسبب الاكتظاظ الذي عرفته المدينة.
وأوضح أصحاب المحلات التجارية على أن الأشغال تأخرت كثيرا وأنهم قاموا بمراسلة المجلس الجماعي في هذا الشأن، حيث أثرت عملية الترميم كثيرا عن عائداتهم و مبيعاتهم، بسبب الإغلاق الذي طال بعض المحلات، خاصة بعد عملية الحفر الكبيرة التي شهدتها المنطقة كاملة، كما اعتبر المشتكون أن المسؤولين كانوا قد وعدوهم بتاريخ محدد لإنهاء كل الأشغال التي تدخل ضمن المشروع الملكي، والذي وافقوا عليه بصدر رحب، غير أن الأشغال تأخرت كثيرا عن الموعد المحدد لها، إذ أكدوا أن «ما يزيد الطين بلة هو عدم تجاوب السلطات والمسؤولين مع الشكايات المرفوعة في هذا الصدد».
ومن جهة ثانية، أكد المشتكون أن تأخر الأشغال التي ضيقت الشارع العام، تتسبب يوميا في اكتظاظ مروري، على اعتبار أن الشارع يعتبر من المحاور الطرقية المهمة على مستوى المدينة العتيقة والتي تربط مناطق وشوارع متعدد فيها، خاصة «طريق مسجد الكتبية وطريق جامع الفنا وطريق باب دكالة» وهو ما نتج عنه حوادث متعددة في السير، إضافة إلى أن مراكن السيارات الموجودة بعين المكان زادت الأمر سوءا. واعتبر أصحاب المحلات التجارية ذاتها أن «ما يحز في النفس هو قرب قصر البلدية من الشارع حيث تأخرت الأشغال، لكن، ورغم الشكايات إلا أن الجماعة لم تتحرك إلى حدود الساعة».
وطالب المشتكون بـ «تدخل عاجل من قبل رئيسة المجلس الجماعي للمدينة لرفع الضرر عنهم، وتحديدها لموعد يجب احترامه للانتهاء من هذه الأشغال التي استمرت لشهور عديدة، حتى يعودوا لممارسة نشاطاتهم التجارية بدون عراقيل»، كما طالبوا المنصوري بـ «إزالة كل الأتربة ومخلفات البناء والأزبال التي تتراكم يوما في شارع «الرميلة» الذي يعد من بين أهم المراكز التجارية على مستوى المدينة».
وكانت «الأخبار» قد نشرت تقريرا مفصلا حول الإصلاحات التي تشهدها عدد من الأسواق التاريخية بالمدينة الحمراء، وأهمها إعادة إصلاح واجهة وسقف إحدى أهم الأسواق التجارية والجالبة للسياح «سوق السمارين»، في إطار المشروع الملكي الكبير «مراكش الحاضرة المتجددة»، حيث عرفت تأخرا كبيرا في مدة الأشغال، ما أدى إلى تذمر كل التجار الذين قالوا إن السبب الأول يعود إلى الشركة النائلة للصفقة التي لم تحترم بتاتا دفتر التحملات من جهة، وإن الشركة تشتغل على أكثر من مشروع في آن واحد من جهة أخرى.