العيون: محمد سليماني
عاشت العيون، بعد زوال أول أمس الاثنين، حالة استنفار أمني كبير، بعد العثور على قذيفة مرمية بجانب الشارع المؤدي نحو معهد التكنولوجيا التطبيقية بحي 84 شرق المدينة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد أثار انتباه بعض الأشخاص وجود شيء ملفوف في كيس على حافة الطريق، الأمر الذي دفعهم إلى محاولة اكتشاف طبيعته، قبل أن يتفاجؤوا بكونه قذيفة تم التخلص منها عبر وضعها في الشارع. وتم إشعار مصالح الأمن والسلطات المحلية، حيث حلت على عجل بعين المكان، كما حلت كذلك فرقة من القوات المسلحة الملكية، وبعد عملية الفحص الأولية على الكيس، تبين فعلا أن الأمر يتعلق بقذيفة، حيث تم الاحتفاظ بها من أجل إجراء الخبرات التقنية و«الباليستية» اللازمة، لمعرفة نوعية هذه القذيفة ومصدرها.
ولم يتم بعد الكشف عن نوعية هذه القذيفة أو مصدرها، كما أن السلطات العمومية بالعيون لم تكشف بعد عن أي إجراء متخذ بخصوصها، في وقت تتناسل فيه العديد من الأسئلة بالشارع العام بالمدينة حول مصدر القذيفة، ودوافع التخلص منها بتلك الطريقة، خصوصا وأن العثور عليها جاء على بعد أقل من يومين فقط على تسجيل حالة وفاة وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، إثر سقوط قذائف تم توجيهها نحو منازل المدنيين بمدينة السمارة، ليلة السبت/ الأحد الماضيين.
واستنادا إلى المعلومات، فإن القذيفة التي تم العثور عليها بحي 84 شرق مدينة العيون، لم تستبعد مصادر محلية أن تكون بحوزة أحد الأشخاص، غير أنه بعد إسقاط قذائف على مدينة السمارة، وفتح السلطات الأمنية تحقيقاتها لتحديد نوعيتها ومصدرها، لتطبيق الجزاءات اللازمة، قام بالتخلص منها خوفا من أي ملاحقة. وما يبين أنها كانت بحوزة أحد الأشخاص، هي أنه تم العثور عليها ملفوفة في كيس بلاستيكي، إضافة إلى أنه تم التخلص منها قرب مكان مأهول بالسكان، وبشارع يعرف حركة مرور دائمة.
وفي الوقت الذي تعكف الأبحاث التقنية والباليستية الضرورية حول القذيفة لتحديد مصدرها، فإن ذلك لا يعدو أن يكون من تدبير من أطراف شرق الحزام الدفاعي، حسب مصادر بالعيون، سيما وأن قذائف السمارة، وتلك التي تم العثور عليها بالعيون تزامن وقتهما، إضافة إلى أن ذلك تم عشية تصويت مجلس الأمن على قرار جديد يهم الصحراء المغربية، وهو القرار الذي لم تستسغه ميليشيات «بوليساريو» وصنيعتها الجزائر، الأمر الذي قد يدفعهما إلى البحث عن سبل من أجل إثارة الانتباه إلى منطقة شمال إفريقيا، ولو على حساب استقرار المنطقة.