محمد سليماني
يواصل عدد من عمال وعاملات الإنعاش الوطني اعتصاما مفتوحا يوميا قبالة عمالة إقليم طانطان، منذ ما يزيد عن 110 أيام، وذلك بسبب عدم وجود بوادر أي حل يمكن من طي هذا الملف الذي عمر طويلا.
وقد تم عقد اجتماع قبل يومين بمقر عمالة طانطان من أجل تقريب وجهات النظر، وفتح حوار مع المعتصمات والمعتصمين، الذين قرروا مواصلة احتجاجاتهم، رغم حرارة الطقس المفرطة. وبحسب المعلومات، فقد اقترح عدد من المسؤولين بعمالة طانطان على المعتصمات والمعتصمين إدماجهم في برنامج «أوراش»، أو في بعض معامل تصبير السمك، في انتظار إيجاد حل ينهي مأساتهم، غير أن بعض هؤلاء من المؤازرين من المنظمة الديمقراطية للشغل، رفضوا هذا المقترح، الذي رأوا أنه حل ترقيعي، يهدف إلى إسكاتهم، والإجهاز في النهاية على مطالبهم.
في المقابل رحب بعض العمال والعاملات بهذا المقترح، خصوصا وأنهم ربطوا موافقتهم عليه، بكونهم يعانون من أزمات مالية خانقة منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر، ذلك أن من بينهم من يعيل أسرا، وهو في حاجة إلى مدخول يقيه تقلبات الزمان.
وأكدت لجنة الحوار المكلفة من قبل عمالة الإقليم، بأن ملف اعتصام مجموعة من عمال وعاملات الإنعاش الوطني قد تم رفعه إلى المصالح المركزية لوزارة الداخلية للحسم فيه، ما يعني أن حل هذا الملف يوجد بالرباط، وليس بطانطان.
وبحسب المصادر، فإن خروج عدد من عمال وعاملات الإنعاش الوطني للاحتجاج، واختيارهم الاعتصام أمام الباب الرئيس لعمال الإقليم، وعلى بعد أمتار من مكتب العامل، جاء بعدما وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها محرومين من الاستفادة من بطائق الإنعاش الخاصة بهم، حيث تم توقيف استخلاص بعضها، وتم تقسيم بعضها الآخر بين عدد من العمال والعاملات، بعدما كان يستفيد منها شخص أو سيدة واحدة، وتعليق صرف أخرى إلى أجل غير مسمى، كما تم سحب بعض بطائق الإنعاش الأخرى من أصحابها، فيما لم يتم إرجاع أخرى كانت السلطات الإقليمية قد قامت بسحبها من قبل. وقد أغضبت هذه الإجراءات عددا من العمال والعاملات، الذين لم يجدوا آذانا صاغية أو محاورا يبثون إليه شكواهم.
يذكر أنه ما زال عدد من العمال والعاملات يواصلون اعتصامهم، وينتظرون تدخلا من المصالح المركزية لوزارة الداخلية، من أجل فتح تحقيق نزيه وشفاف في ملف الإنعاش الوطني، وذلك عبر التدقيق في هويات المستفيدين، خصوصا في ظل وجود عشرات الأشخاص والنساء المستفيدين، والذين يظهرون على رأس كل شهر لاستخلاص أموالهم، بل منهم أفرادا لا يحضرون إلى مكان الاستخلاص، بل يتوصلون بالمبالغ المخصصة بطرق «غامضة»، بحسب مصادر أشارت إلى أن بعضهم من الطبقات الميسورة، وأن البعض لا يقوم بأي عمل يستحق عليه الاستفادة من أجرة الإنعاش.