أمام عدسات الكاميرا، وبعبارات الاعتذار من اللبنانيين، اختارت وزيرة الإعلام، منال عبد الصمد، تقديم استقالتها من عضوية الحكومة اللبنانية، لتكون أول عضو حكومي يستقيل من منصبه، وذلك أيام قليلة بعد الانفجار الضخم الذي طال مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، ما خلف أزيد من 150 قتيلا و5 جريح وعشرات القتلى.
وعبرت الوزيرة عبد الصمد، لحظات قبل إعلان قرار استقالتها من الحكومة، عن مدى تأثرها بالحادث وما خلفه من ضحايا وجرحى ومفقودين وخسائر مادية كبيرة جدا، لتكشف بعدها عن قرارها حيث قالت: “بعد هول كارثة بيروت، أتقدم باستقالتي من الحكومة متمنية لوطننا الحبيب لبنان استعادة عافيته في أسرع وقت ممكن”. كما قدمت المتحدثة “اعتذارها” من اللبنانيين “لعدم تلبية طموحاتهم” من موقعها الحكومي الذي تقلدته بداية العام الجاري.
وهو الخبر الذي انتقل عن طريق وسائل إعلام محلية، بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي كما النار في الهشيم. لينضاف لاستقالات سابقة كان مجلس النواب مسرحا لها، إذ أعلن 5 نواب من البرلمان يمثل ثلاثة منهم حزب الكتائب الذي يُعد من أشد معارضي السلطة منذ سنوات، فضلاً عن النائبة المستقلة بولا يعقوبيان ومروان حمادة المقرّب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
وفي سياق متصل، علق رئيس الوزراء اللبناني، حسان دياب على اعتصامات واحتجاجات آلاف اللبنانيين والتي تنتج عنها مواجهات مع فرق الشرطة، ما خلف أزيد من 240 إصابة في صفوف الطرفين، ناتجة عن إصابات بالرصاص المطاطي والحي من طرف عناصر الشرطة، (علق) بالقول إن “البلاد تعيش على وقع كارثة ضخمة تركت آثارا مدمرة”.
وشدد دياب في تصريحات له ليلة أمس السبت على أن “لبنان لا يحتمل في الوقت الحالي للمزايدات، ويجب تنحية الحسابات السياسية”. لافتا الانتباه إلى أنه سيستمر في تحمل مسؤولية تدبير الشأن الحكومي لشهرين إضافيين، إلى حين توصل الأحزاب السياسية اللبنانية لاتفاق حول الصيغ العملية لإخراج البلاد من الكارثة التي يعيش تحت وطأتها.
وعلى وقع قوة مضمون الوسوم المتداولة بكثرة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، والتي منها 3يوم_الحساب و#الغضب_الساطع و#علقوا_المشانق، دعت هيئات مدنية أمس السبت إلى التجمع في ساحة الشهداء للاحتجاج على ما آلت إليه الأوضاع في عاصمة البلاد “بيروت”، وللمطالبة باستقالة الحكومة ورئيس الجمهورية ميشال عون.