شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسية

استراتيجية تواصلية مع الجالية

تشكل الجالية المغربية جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي المغربي، رغم استقرارها الدائم أو المؤقت بدول الإقامة، ومع اندماج الأجيال القديمة من المهاجرين في مجتمع المهجر وبلوغها حد الذوبان، فإنها حافظت على قوة روابطها المادية والمعنوية بوطنها. لكن مع الأجيال الجديدة نحن في حاجة إلى استراتيجية للتواصل والاتصال، لضمان استمرار الارتباط وتذليل كل العقبات والمشاكل والتحديات والمخاطر، التي يعاني منها الجيل الثالث.

مقالات ذات صلة

وحينما نقول إن هناك حاجة ماسة إلى استراتيجية التواصل والاتصال مع مغاربة المهجر، فنحن نعي ما نقول، لأنه لا يعقل أن مليون مهاجر مغربي بإسبانيا لا يتوفرون على قناة إعلامية أو محطة إذاعية أو جريدة أو مركز ثقافي أو سياسة خاصة تتلاءم مع طبيعة المهاجرين بالجارة الشمالية، والأمر نفسه ينطبق على الجالية المغربية بفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا وهولندا، دون الحديث عن الدول التي لا تعرف حضورا قويا للجالية المغربية.

ولئن نجح الرعيل الأول من المهاجرين المغاربة في تأسيس جمعيات دينية وثقافية ومنتديات اجتماعية ودور عبادة، واستفاد من أدوات الاتصال التقليدية مع بلدهم، فإن الجيل الحالي من أبناء الجالية المغربية يواجه الكثير من المخاطر في الارتباط الدائم بوطنه، خصوصا في ظل قرارات دول الإقامة بالتضييق على التحويلات المالية للمغاربة وقطع أوصال ارتباطهم ببلدهم، ولربما يصاب هذا الجيل بنوع من الارتخاء في علاقته بوطنه الأم، في غياب استراتيجية جديدة وفعالة ومبدعة للاتصال والتواصل.

لم يعد كافيا إغراء ملايين الشباب المغاربة المقيمين بالخارج من أجيال ما بعد سنة 2000 بخطاب تبسيط المساطر على أهميته، وبعث وفود دينية خلال شهر رمضان على قدرها العالي، بل لا بد من استراتيجية إعلامية وتواصلية متكاملة يستحقها دافعو التحويلات السنوية، وهنا نقولها بلا مواربة ما لم يتم الاهتمام الرسمي بإنشاء قنوات عمومية والتحفيز على إحداث قنوات ومحطات خاصة، ودعم المنابر الإعلامية المتخصصة في شؤون الجالية، فسنكون مثل الذي يسبح في النهر مرتين.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى